من أنكره بأنه ضال، وأنه
خارجي، وأنه كذا وكذا... إلى آخر ما يقولون في دعاة التوحيد، وما يصفونهم به من
الألقاب، وهذا التنفير لا لشيء إلا لأنهم دعوهم إلى إخلاص العبادة لله وترك الشرك،
مثل ما فعل المشركون مع الأنبياء لما نهوهم عن الشرك تكلموا في حق الرسل
والأنبياء؛ سبوهم، وشتموهم، وآذوهم، وهم رسل الله، فكيف لا يعملون هذا مع العلماء
والدعاة إلى الله عز وجل ؟!
لا يُستغرب هذا، فأهل الشرك عندهم غيرة على أوثانهم، وأصنامهم، ومعبوداتهم،
ولذلك يبذلون دماءهم، وأموالهم دونها؛ لأنها أشربت في قلوبهم، وتعلقت بها قلوبهم،
فأحبوها حبًّا شديدًا، وصار نزعها من قلوبهم صعبًا، فهم بين جاهل لم يُبين له فظن
أن هذا خير، وما بين متعمد مضل يريد أن يصرف الناس عن دين الرسل، وعن دين الأنبياء
إلى دين المشركين، فالخطر عظيم وشديد في هذه الفتنة العظيمة.
قوله: «كَمَا يُتَوَسَّلُ إلَى
الْمُلُوكِ بِخَوَّاصِهِمْ لِكَوْنِهِمْ أَقْرَبَ إلَى الْمُلُوكِ مِنْ غَيْرِهِمْ».
الله سبحانه وتعالى ليس قريبًا فقط من الصالحين، بل هو قريب من عباده كلهم، قال
تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ
عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ
فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ﴾ [البقرة: 186]،
فلماذا لا تدعو الله مباشرة؟ لماذا لا ترفع يديك وتتضرع إليه، وهو قريب مجيب؟!
فأنت لست بحاجة إلى أن يتوسط لك أحد حيًّا كان أو ميتًا عند الله، وقد أمرك الله
جل وعلا أن تدعوه مباشرة، قال تعالى: ﴿وَقَالَ
رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ﴾ [غافر: 60]، ولم
يقل: ادعوني بواسطة فلان أو علان، وقال صلى الله عليه وسلم: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد