قوله: «لِحَاجَتِهِ إلَيْهِ»، أي:
لحاجة المشفوع عنده إلى الشافع، «رَغْبَةً»
في أن يخدمه، «وَرَهْبَةً» أن ينقلب
عليه ويعاديه.
قوله: «فَالْمُشْرِكُونَ كَانُوا
يَتَّخِذُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ مِنْ الْمَلاَئِكَةِ وَالأَْنْبِيَاءِ
وَالصَّالِحِينَ، وَيُصَوِّرُونَ تَمَاثِيلَهُمْ، فَيَسْتَشْفِعُونَ بِهَا».
هذا رد عليهم أنهم قاسوا الخالق على المخلوق، فقالوا: يقبل الشفاعة ولو لم يرضَ،
كما أن المخلوق يقبل الشفاعة ولو لم يأذن، ولو لم يرض.
قوله: «وَيَقُولُونَ: هَؤُلاَءِ
خَوَاصُّ اللَّهِ، فَنَحْنُ نَتَوَسَّلُ إلَى اللَّهِ بِدُعَائِهِمْ
وَعِبَادَتِهِمْ لِيَشْفَعُوا لَنَا». فهم قاسوا الخالق على المخلوق تعالى
الله عن ذلك. ثم هم مع هؤلاء المتوسل بهم من الملائكة، والصالحين، منهم من صور
الصالحين - أي: نحت تماثيل على أشكالهم - وعلقها، ومنهم من رسم صورهم رسمًا،
فصاروا يعبدون هذه الصور ويخضعون لها، ومنهم من يعبد قبور الصالحين، فما صوروا
لكنهم يخضعون لها، ويتذللون للقبور، ويحترمونها، حتى إنهم يخلعون نعالهم إذا
أقبلوا عليها تعظيمًا لها، ومنهم من يركع، ومنهم من يحبو تعظيمًا للميت، ومنهم من
لو طلبت منه اليمين بالله كاذبًا بادر وحلف، ولو طلبت منه اليمين بمن يعبده من
القبور ارتعد واضطرب؛ لأنه يعظم الميت ويخاف منه أكثر مما يخاف الله عز وجل، لا
سيما إذا كانوا قريبين من الأضرحة يكون عندهم خوف ورعب شديدين، ولا يخافون الله عز
وجل، ويعظمون المشاهد، ولا يعظمون المساجد بيوت الله عز وجل، فهذا من انتكاس
الفطر، وخيبة العقول في هؤلاء المنكوسين.
ولا يزال هذا البلاء في بني آدم، إما بسبب الجهل، وإما بسبب دعاة الضلال
الذين يزينون هذا للناس، ويحسنونه، ويرغبون فيه، ويصفون
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد