×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 التلفظ بـ «لا إله إلا الله»، بل لا بد مع التلفظ من الإخلاص الذي تقتضيه، ومقتضاها أن يفرد الله بالعبادة، ولا يعبد معه سواه.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ، مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ»، أي: لو كان عنده ذنوب دون الشرك، فإن الشفاعة تنفعه بإذن الله بشروطها؛ لأنه من أهل التوحيد، فدل على أن الشفاعة لا تنفع إلا أهل التوحيد، ولا تنفع المشركين.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ...». الأحاديث كلها تخرج من مشكاة واحدة، ففي هذا الحديث يخبر صلى الله عليه وسلم أن الله أعطى لكل نبي دعوة مستجابة، فالأنبياء تعجلوا هذه الدعوة في الدنيا، ودعوا الله بها، أما نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فإنه اختبأها شفاعة لأمته يوم القيامة، أي: يدعو الله لهم يوم القيامة بالنجاة من النار لمن كان منهم مستحقًّا لدخول النار، وهذا من شفقته صلى الله عليه وسلم بأمته ورحمته بهم، فهو كالحديث الذي قبله يدل على أن الشفاعة لا تنفع إلا أهل التوحيد، ولا تنفع المشركين.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «أَتَانِي آتٍ مِنْ عِنْدِ رَبِّي فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ فَاخْتَرْت الشَّفَاعَةَ»، خيَّره الله جل وعلا أن يحد له حدًّا من أمته يخرجهم من النار، أو يعطيه الشفاعة من غير حد، فاختار صلى الله عليه وسلم الشفاعة؛ لأنها من غير تحديد، وهو يحب الخير لأمته.


الشرح