×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَسْعَدُ بِشَفَاعَتِك يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: «أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ» ([1]).

وَعَنْهُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ وَإِنِّي اخْتَبَأْت دَعْوَتِي شَفَاعَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَهِيَ نَائِلَةٌ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لاَ يُشْرِكُ بِاَللَّهِ شَيْئًا» ([2]).

وَفِي السُّنَنِ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «أَتَانِي آتٍ مِنْ عِنْدِ رَبِّي فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ فَاخْتَرْت الشَّفَاعَةَ وَهِيَ لِمَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِاَللَّهِ شَيْئًا» ([3]).

وَفِي لَفْظٍ: قَالَ: «وَمَنْ لَقِيَ اللَّهَ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَهُوَ فِي شَفَاعَتِي» ([4]).

**********

الشرح

هذه الأحاديث تدل على أنه لن ينال شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إلا أهل التوحيد، «مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ» بهذا الشرط، فلا يكفي أن يقول: «لا إله إلا الله»، بل لا بد أن يكون ذلك «خالصًا من قلبه»، يقولها ظاهرًا بلسانه وباطنًا بقلبه، أما من يقولها ظاهرًا بلسانه فقط لا تنفعه، أو قالها رياء وسمعة لا تنفعه، إنما تنفع من قالها مؤمنًا بها عاملاً بمقتضاها ظاهرًا وباطنًا، فليس القصد مجرد


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (99).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (6304)، ومسلم رقم (199) واللفظ له.

([3])  أخرجه: الترمذي رقم (2441)، وابن ماجه رقم (4311)، وأحمد رقم (5452).

([4])  أخرجه: أحمد رقم (19553).