وفي عمه وعمته، وبنته،
كلهم يقول لهم: «اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ
لاَ أَمْلِكُ لَكُم مِنَ اللَّهِ شَيْئًا» ([1])، ولو كانوا من
أقارب الرسول صلى الله عليه وسلم، ولو كانوا يحبون الرسول، لا تنفعهم شفاعته حتى
يؤمنوا به ويتبعوه؛ ولهذا قال جل وعلا: ﴿فَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ
أُنزِلَ مَعَهُۥٓ﴾ [الأعراف: 157]، لا يكفي أنهم آمنوا به وعزروه ونصروه،
بل لا بد من اتباعه صلى الله عليه وسلم.
قوله: «وَإِنَّمَا يُنْجِيهِ مِنْ النَّارِ التَّوْحِيدُ وَالإِْيمَانُ بِهِ وَلِهَذَا لَمَّا كَانَ أَبُو طَالِبٍ وَغَيْرُهُ يُحِبُّونَهُ وَلَمْ يُقِرُّوا بِالتَّوْحِيدِ الَّذِي جَاءَ بِهِ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ النَّارِ بِشَفَاعَتِهِ وَلاَ بِغَيْرِهَا». فالكافر لا يخرج من النار، قال تعالى: ﴿وَمَا هُم بِخَٰرِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ﴾ [البقرة: 167].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1402)، ومسلم رقم (987).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد