×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 الخالق الرازق المحيي المميت المدبر، وأن الشرك أن تعتقد أن أحدًا يخلق مع الله، ويرزق مع الله، أو يحيي ويميت، أو يدبر الكون، هذا الشرك عندهم وهو باطل؛ لأن القرآن يدل على بطلانه، فالمشركون الذين بُعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقاتلهم، واستحل دماءهم وأموالهم، وسبى نساءهم، يقرون بتوحيد الربوبية، وهذا صريح في القرآن، قال تعالى: ﴿قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أَمَّن يَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ وَمَن يُخۡرِجُ ٱلۡحَيَّ مِنَ ٱلۡمَيِّتِ وَيُخۡرِجُ ٱلۡمَيِّتَ مِنَ ٱلۡحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۚ فَسَيَقُولُونَ ٱللَّهُۚ [يونس: 31]، ما قالوا: آلهتنا تشارك الله في ذلك، بل اعترفوا وقالوا: الله هو الذي يخلق ويرزق. إذًا لماذا يعبدونهم؟!

قالوا: شفعاء عند الله، قال تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ [يونس: 18]، وقالوا: ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزمر: 3]، هذا قصدهم، والله لم يعذرهم، والرسول قاتلهم، وتوحيد الربوبية موجود قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، بل إن جميع العالم يعترفون بتوحيد الربوبية، فلو كان يكفي فما الحاجة إلى بعثة الرسل؟ هذا موجود في الأمم، كلهم يعترفون أنه لا يخلق ولا يحيي ولا يميت إلا الله سبحانه وتعالى، إنما التوحيد المطلوب هو إفراد الله بالعبادة؛ ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ»، ولم يقل: حتى يقروا بتوحيد الربوبية، ولم يكتف بأن يُعبد الله ويعبد معه غيره، بل لا بد أن يُعبد وحده، فمن عبد الله وعبد معه غيره، فهو مشرك، فلا بد أن يقصر العبادة على الله جل وعلا، وهذا هو المقصود من دعوة الرسل توحيد الألوهية أما توحيد الربوبية، فالكفار معترفون به في صريح القرآن، والواقع، ولا أحد يجحده.


الشرح