هذا الذي
جاءت الرسل بالدعوة إليه، وجحده المشركون قديمًا وحديثًا، وهو موضع الخصومة بين
المشركين، وبين المسلمين والأنبياء والصالحين، ولا يزال هذا إلى الآن، وإلى أن
يشاء الله موضع الخصومة.
والله جل وعلا ألزمهم هذه الإلزامات، يسألهم فإذا أجابوا ألزمهم، فلماذا إذًا
تعبدون معه غيره إذا كان الذي خلق السموات والأرض هو الله؟ إذا كان هو الذي يخلق
فلماذا تعبدون معه من لا يخلق شيئًا؟ إذا كان الله هو الذي يرزق فلماذا تعبدون من
لا يرزق، ولا يملك لكم من السموات والأرض شيئًا ولا يستطيعون؟ وإذا كان الله هو
الذي يملك الضر والنفع، وما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، فلماذا تدعون معه من لا
يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا؟! لكن العقول تغيب، والجهل يغطي العقول، والتقليد
الأعمى، كل هذا مما يسبب الانتكاس في الفكر، ولهذا قال: ﴿قُلِ ٱلۡحَمۡدُ
لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [لقمان: 25].
قوله جل وعلا: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن
دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ﴾ [يونس: 18]. هذا
باعترافهم، أي: أنها لا تملك لهم ضرًّا ولا نفعًا، لكن يقولون: ﴿هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا
عِندَ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس: 18].، وهل الله أمركم أن تعبدوهم حتى تقولوا:
إنهم يشفعون لكم عند الله؟ هذا ما شرعه الله، بل أمر بعبادته وحده.
قوله جل وعلا: ﴿سُبۡحَٰنَهُۥ
وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [يونس: 18]. سماه شركًا، ونزه نفسه عنه، وهم يقولون: ﴿شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ﴾، وإن كانوا يزعمون
أنه ليس بشرك، وإنما هو توسل إلى الله عز وجل ويقولون: ﴿لِيُقَرِّبُونَآ
إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3]، وهذا توسل باطل.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد