قوله: «يَخَافُ أَحَدُكُمْ مَمْلُوكَهُ
كَمَا يَخَافُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا». هذا كقول الله تعالى: ﴿تَخَافُونَهُمۡ
كَخِيفَتِكُمۡ أَنفُسَكُمۡۚ﴾ [الروم: 28]، أي: كما يخاف بعضكم بعضًا، فأطلق أنفسكم
على غيركم؛ لأن الناس كنفس واحدة.
وقوله تعالى: ﴿وَيَجۡعَلُونَ
لِلَّهِ مَا يَكۡرَهُونَۚ﴾ [النحل: 62] هم يكرهون البنات ويقولون: الملائكة بنات الله،
﴿أَصۡطَفَى ٱلۡبَنَاتِ عَلَى ٱلۡبَنِينَ
١٥٣مَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ ١٥٤﴾ [الصافات: 153، 154]، أي:
ينزهون أنفسهم عما لا ينزهون الله منه، وهذا غاية التنقص لله جل وعلا.
وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا بُشِّرَ
أَحَدُهُم بِٱلۡأُنثَىٰ﴾ هذه حالتهم مع البنات، إذا قيل له: جاءتك بنت. ﴿ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا
وَهُوَ كَظِيمٞ﴾ اسود وجهه ﴿يَتَوَٰرَىٰ
مِنَ ٱلۡقَوۡمِ﴾ لا يقدر أن يمشي مع الناس من الخجل ﴿مِن سُوٓءِ مَا بُشِّرَ بِهِۦٓۚ﴾ ثم يفكر ماذا يصنع؟
﴿أَيُمۡسِكُهُۥ عَلَىٰ هُونٍ﴾ أيبقيها حية مع
الذلة والهوان ﴿أَمۡ يَدُسُّهُۥ
فِي ٱلتُّرَابِۗ﴾ أو يقتلها تحت التراب، وهي الموؤدة ﴿يَتَوَٰرَىٰ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ
مِن سُوٓءِ مَا بُشِّرَ بِهِۦٓۚ أَيُمۡسِكُهُۥ عَلَىٰ هُونٍ أَمۡ يَدُسُّهُۥ فِي ٱلتُّرَابِۗ
أَلَا سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ ٥٩لِلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ مَثَلُ ٱلسَّوۡءِۖ
وَلِلَّهِ ٱلۡمَثَلُ ٱلۡأَعۡلَىٰۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ٦٠﴾، هذا مثل سوء لا
يليق بالله جل وعلا: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡمَثَلُ
ٱلۡأَعۡلَىٰۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ﴾ [النحل: 58- 60].
فهذه حجج قواطع من القرآن الكريم ترد على المشركين.
المشركون الأولون في الأمم السابقة على صنفين كما قال الشيخ رحمه الله:
الصنف الأول: وأولهم قوم نوح، وسبب شركهم الغلو في الأولياء
والصالحين، وذلك لأمرين:
الأول: العكوف على قبورهم، والتردد عليها لطلب الحاجات.
الثاني: تصوير صورهم؛ حتى يتذكروهم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد