وفي هذا دليل على تحريم الأمرين: فالتصوير وسيلة من وسائل الشرك، لا سيما
صور المعظمين، كالعباد، والعلماء، والرؤساء، والملوك، فإن هذا أقرب إلى الغلو
فيهم، وبالتالي يجر إلى عبادتهم.
وكذلك العكوف عند قبور الصالحين، والعكوف هو: اللبث عند الشيء ([1])، فيحرم العكوف عند
القبور؛ لأنه يؤدي إلى الظن أنها تنفع وتضر، وتمنح البركة، كما يفعله القبورية من
ترددهم على قبور الصالحين، وجلوسهم عندها، والطواف بقبورهم، كل هذه مظاهر للشرك
حذَّر منها جميعًا النبي صلى الله عليه وسلم.
الصنف الثاني: وهم قوم إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، فهم كانوا في أرض بابل من العراق، وملكهم النمرود الجبار، وكانوا يعبدون الكواكب ويصورونها في تماثيل على صور الكواكب، والكواكب منها ما هو على صور حيوانات، مثل: العقرب، والجدي، والثور، والحمل، فهي نجوم تجتمع، وتصير في مرآها وصورتها كأنها حيوان، فسموها بأسماء الحيوانات، فهم يصورونها تماثيل من أجل أن تُذكرهم وتربطهم بهذه الكواكب، فيعبدونها من دون الله عز وجل، ولهذا أنكر عليهم خليل الله، وقال لهم: ﴿إِذۡ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦ مَا هَٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِيٓ أَنتُمۡ لَهَا عَٰكِفُونَ ٥٢قَالُواْ وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا لَهَا عَٰبِدِينَ ٥٣﴾ [الأنبياء: 52، 53]، هذه حجتهم، ليس لهم حجة إلا التقليد الأعمى، وهذه ليست بحجة.
([1]) انظر: تهذيب اللغة (1/ 209)، والصحاح (4/ 1406)، والنهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 284).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد