قوله: «وَيَقُولُونَ: إذَا طَلَبْنَا
مِنْهُ الاِسْتِغْفَارَ بَعْدَ مَوْتِهِ كُنَّا بِمَنْزِلَةِ الَّذِينَ طَلَبُوا
الاِسْتِغْفَارَ مِنْ الصَّحَابَةِ». هذا قياس باطل، فطلب الدعاء والاستغفار
من الميت ليس مثل طلب الدعاء والاستغفار من الحي؛ لأن الحي يقدر أن يدعو ويستغفر
لمن طلب منه ذلك، أما الميت فلا يقدر على شيء من ذلك.
ثانيًا: الصحابة ما فعلوا ذلك مع قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم أعلم
الأمة، فهل أنتم أدركتم شيئًا لم يدركه الصحابة، أو أن الصحابة كانوا يتنقصون الرسول
صلى الله عليه وسلم وأنتم تعظمونه وتذهبون إلى قبره؟!
قوله: «وَيُخَالِفُونَ بِذَلِكَ
إجْمَاعَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَسَائِرَ
الْمُسْلِمِينَ». هذا هو الرد عليهم؛ أن نقول: هذا شيء لم يفعله الصحابة،
وأجمعوا على تركه، وإجماعهم حجة قاطعة.
قوله: «وَلاَ ذَكَرَ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ
أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ فِي كُتُبِهِمْ وَإِنَّمَا ذَكَرَ ذَلِكَ مَنْ ذَكَرَهُ
مِنْ مُتَأَخِّرِي الْفُقَهَاءِ». ما فعل هذا بعد الصحابة رضي الله عنهم أحد
من الأئمة أو العلماء، ولا ذكره عنهم غيرهم، فكتبهم خالية من هذه الأمور، إنما
يوجد هذا في كتب بعض المتأخرين من الفقهاء الذين لم يحققوا التوحيد، ولم يعتنوا
به، وإنما يسجلون ما سمعوا وما رأوا دون تمحيص؛ من القصص، والحكايات، والأشياء
هذه، فالعبرة بما كانوا عليه السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين
اتبعوهم بإحسان، أما ما أحدثه المتأخرون أو ذكروه في كتبهم، فلا عبرة به.
قوله: «وَحَكَوْا حِكَايَةً مَكْذُوبَةً
عَلَى مَالِكٍ رضي الله عنه سَيَأْتِي ذِكْرُهَا وَبَسْطُ الْكَلاَمِ عَلَيْهَا
إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى». ينسبون إلى مالك أنه سأله أبو جعفر المنصور: هل
يستغاث بالرسول صلى الله عليه وسلم ؟ قال: ولماذا لا تستغيث به وهو وسيلتك، ووسيلة
آبائك وأجدادك؟
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد