بينما بعض الكتاب - هداهم الله - نقل عن الشيخ أنه قال في الفتاوى: إن هذا
ليس بشرك، وإنما هو بدعة؛ لأنه إنما توسل بهم إلى الله.
وهذا غلط على الشيخ رحمه الله، فهو صرح هنا أن هذا شرك، ولم يقتصر على
البدعة، فهذا واضح من كلامه، وينبغي التنبه لهذا؛ لئلا يغتر بكلام بعض المنتسبين
إلى العلم من مرجئة العصر.
قوله: «بَعْدَ مَوْتِهِمْ عِنْدَ
قُبُورِهِمْ». بعد موت الصالحين، أما الملائكة فلا تموت في الدنيا.
قوله: «وَفِي مَغِيبِهِمْ». بعد
موتهم، أو وهم أحياء لكنهم غائبون، فكيف يسمعون من يناديهم؟
قوله: «هُوَ مِنْ أَعْظَمِ أَنْوَاعِ
الشِّرْكِ». وهم يقولون: هذا بدعة، وشرك أصغر، وينسبون هذا إلى الشيخ. هل
الشرك الأصغر أعظم أنواع الشرك؟ أعظم أنواع الشرك هو الشرك الأكبر، فينبغي التنبه
لهذا، وألا يُنسب إلى الأئمة ما لم يقولوه، وألا يؤتى بكلام موهم مقطوع مبتور من
كلام أحد الأئمة، ويُقطع أوله عن آخره، أو آخره عن أوله، ثم يُقال: هذا كلام فلان.
قوله: «فِي الْمُشْرِكِينَ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ
الْكِتَابِ». المشركون على نوعين:
مشركون من غير أهل الكتاب.
ومشركون من أهل الكتاب، فليس كل أهل الكتاب مشركين، بل فيهم موحدون
وصالحون، قال تعالى: ﴿وَإِنَّ مِنۡ
أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَمَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكُمۡ وَمَآ
أُنزِلَ إِلَيۡهِمۡ﴾ [آل عمران: 199] ؟
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد