وقال: ﴿لَيۡسُواْ
سَوَآءٗۗ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ أُمَّةٞ قَآئِمَةٞ يَتۡلُونَ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ
ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ وَهُمۡ يَسۡجُدُونَ﴾ [آل عمران: 113]، وقال: ﴿وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ
أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىٰٓ أَعۡيُنَهُمۡ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمۡعِ مِمَّا
عَرَفُواْ مِنَ ٱلۡحَقِّۖ﴾ [المائدة: 83]، ففيهم مؤمنون، لكن انحرف منهم من انحرف،
وأشركوا بالله عن علم والعياذ بالله، وخالفوا ما في التوراة والإنجيل، ودعوة موسى
وعيسى، ومَن بعد موسى من الأنبياء، فهؤلاء هم مشركو أهل الكتاب.
قوله: «وَفِي مُبْتَدِعَةِ أَهْلِ
الْكِتَابِ وَالْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ أَحْدَثُوا مِنْ الشِّرْكِ وَالْعِبَادَاتِ
مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ تَعَالَى». الأصل أن الإسلام دين التوحيد
والإخلاص لله عز وجل، وإنما المتأخرون من المنتسبين للإسلام من أحدث الشرك، وزعم
أنه من الإسلام.
وقوله تعالى: ﴿أَمۡ لَهُمۡ
شُرَكَٰٓؤُاْ﴾ استفهام إنكار، ﴿شَرَعُواْ
لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ﴾ الدين الذي يشرعه
هو الله، وإذا كان كذلك فإنه سبحانه لم يشرع الشرك، لا بالأولياء، ولا بالصالحين،
ولا بالملائكة، ولا بغيرهم، وإنما شرعه هؤلاء الذين يدعونهم من دون الله،
ويقلدونهم من دعاة الضلال، فقوله: ﴿شَرَعُواْ
لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ﴾ يدل على أن الدين
توقيفي، ولا يعتبر دينًا إلا ما شرعه الله عز وجل، وما لم يشرعه الله فهو بدعة،
إما بدعة شرك كدعاء غير الله والاستغاثة بغير الله، وإما دون ذلك.
فالمشركون من هذه الأمة الذين يعبدون القبور والأضرحة، لا يطلبون أنها تخلق
أو ترزق أو تحيي أو تميت، وإنما يطلبون منهم الشفاعة فقط، وهذا شرك بالله عز وجل
لا يفعله إلا مشرك؛ لأن الميت لا يُطلب منه شيء ألبتة، لا دعاء، ولا شفاعة، ولا
قضاء حاجة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد