قال تعالى: ﴿أَمۡ لَهُمۡ
شُرَكَٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ﴾ [الشورى: 21]،،
فهؤلاء اتخذوا مشرعين مع الله؛ حيث قالوا: إن هذا ليس بشرك، والله سماه شركًا، قال
تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن
دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ
شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبُِّٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ
فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا
يُشۡرِكُونَ﴾ [يونس: 18].
فالذي يقول هذه المقالة شرع في الدين ما لم يأذن به الله، وقسم دعاء
الأموات أو عبادة الأموات إلى ما يكون شركًا، وما لا يكون شركًا، وهذا تقسيم
مبتدع، وتشريع دين جديد لم يأذن الله به.
قوله: «فَإِنَّ دُعَاءَ الْمَلاَئِكَةِ وَالأَْنْبِيَاءِ بَعْدَ مَوْتِهِمْ وَفِي مَغِيبِهِمْ وَسُؤَالَهُمْ وَالاِسْتِغَاثَةَ بِهِمْ وَالاِسْتِشْفَاعَ بِهِمْ فِي هَذِهِ الْحَالِ وَنَصْبَ تَمَاثِيلِهِمْ - بِمَعْنَى طَلَبِ الشَّفَاعَةِ مِنْهُمْ - هُوَ مِنْ الدِّينِ الَّذِي لَمْ يَشْرَعْهُ اللَّهُ». كل هذه الأمور من الدين الذي لم يشرعه الله في جميع الكتب المنزلة، لم يشرع الله الشرك أبدًا، ولا أمر به، ولا بوسائله المفضية إليه، وإنما شرع التوحيد، وإخلاص العبادة لله عز وجل؛ لأنها حق الله على عباده؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى العِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا» ([1])، فهذا هو حق الله على العباد، وهذا هو أول الحقوق، قال تعالى: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا﴾ [النساء: 36]، إلى آخر الحقوق، أو لها حق الله جل وعلا، وقال تعالى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ﴾ [الإسراء: 23]، فأول الحقوق حق الله وهو عبادته وحده لا شريك له، أما عبادة غيره فليست عبادة لله،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2856)، ومسلم رقم (30).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد