×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 ولم يشرعها الله عز وجل، بل أرسل الرسل، وأنزل الكتب في إنكارها، وجهاد من دعا إليها وأمر بها.

قوله: «وَلاَ ابْتَعَثَ بِهِ رَسُولاً وَلاَ أَنْزَلَ بِهِ كِتَابًا». بل إن الله أرسل رسله ينهون عن الشرك، فكل رسول يقول لقومه: «يا قوم اعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئًا»، يأمرهم بعبادة الله، وينهاهم عن الشرك، فليس في دين الأنبياء كلهم أنهم أجازوا شيئًا من الشرك.

قوله: «وَلَيْسَ هُوَ وَاجِبًا وَلاَ مُسْتَحَبًّا بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ». الدين إنما يكون واجبًا كالفرائض، أو يكون مستحبًّا كالنوافل، وما ليس بواجب ولا مستحب فليس من الدين، فإن تُقرب به إلى الله فهو بدعة وزيادة في الدين، وإن لم يُتقرب به إلى الله واتُّخذ من باب العادات فهو مباح؛ كالأكل، والشرب، واللباس، والمراكب، كلها تعد من المباحات؛ لأنها ليست من الدين، أما الدين فلا يدخل فيه إلا ما كان واجبًا أو مستحبًّا، ولم يقل أحد بوجوب الاستغاثة بالأموات، أو استحباب الاستغاثة بالأموات.

قوله: «وَلاَ فَعَلَهُ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ». الصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا أجدبوا لا يذهبون إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما يستسقون، ويطلبون ممن عندهم من الصلحاء أن يدعو الله لهم بالغيث؛ كما كانوا يفعلون هذا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، فلما مات لم يذهبوا إليه، فدل على أن الميت لا يُطلب منه شيء، وإن كان أفضل الناس، وهذا واضح، فالميت لا يُطلب منه شيء؛ لا شفاعة، ولا دعاء، ولا قضاء حاجة، ولا غير ذلك، ولا يُسأل مسائل العلم، وإذا أشكل عليك سؤال لا تسأل العالم الميت، أو النبي، بل تسأل أهل العلم من الأحياء.


الشرح