وَلاَ يَقُولُ: أَنَا
نَزِيلُك أَنَا ضَيْفُك أَنَا جَارُك أَوْ أَنْتَ تُجِيرُ مَنْ يَسْتَجِيرُ أَوْ
أَنْتَ خَيْرُ مُعَاذٍ يُسْتَعَاذُ بِهِ. وَلاَ يَكْتُبُ أَحَدٌ وَرَقَةً
وَيُعَلِّقُهَا عِنْدَ الْقُبُورِ وَلاَ يَكْتُبُ أَحَدٌ مَحْضَرًا أَنَّهُ
اسْتَجَارَ بِفُلاَنِ وَيَذْهَبُ بِالْمَحْضَرِ إلَى مَنْ يَعْمَلُ بِذَلِكَ
الْمَحْضَرِ.
**********
الشرح
قوله رحمه الله: «وَلاَ
يَقُولُ: أَنَا نَزِيلُك أَنَا ضَيْفُك». فلا يتوسل إلى الرسول صلى الله عليه
وسلم أنه بالقرب منه، وأنه ضيفه، أو في جواره أو رحابه، أو غير ذلك من الأباطيل
والترهات، هذا كله لا يُجدي شيئًا، إنما الذي يُجدي اتباع الرسول صلى الله عليه
وسلم، سواء كنت في المدينة، أو في الأندلس، أو في أي مكان من مشارق الأرض
ومغاربها، المقصود ا تباع الرسول صلى الله عليه وسلم، اتباع الكتاب والسنة، وأما
القرب من قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يُجدي شيئًا، الصحابة كانوا قريبين من
قبره ليس بينهم وبين قبره إلا أمتار، وتصيبهم الشدائد، وتعرض لهم المشكلات من
الوقائع، وما كانوا يذهبون إلى القبر، ويقولون: نحن قريبون من قبر الرسول، إنما
كانوا يدعون الله سبحانه وتعالى، ويطلبون من الحي من صالح الأحياء أن يدعو لهم،
وهذا شيء مشروع، وسيأتي هذا في كلام المؤلف رحمه الله.
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد