الصحابة رضي الله عنهم إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما أبو بكر
رضي الله عنه جهز الجيوش لقتال المرتدين، ولم يذهب إلى الرسول، يقول: يا رسول الله
أنقذنا، يا رسول الله نحن في شدة من بعدك. ما فعل ذلك خليفة الرسول صلى الله عليه
وسلم، ولا إخوانه من الصحابة رضي الله عنهم في أحلك الأحوال وأشدها.
فهذا من جملة الأدلة التي يُرد بها على من يتعلقون بالأموات في قبورهم،
ويطلبون منهم الشفاعة، أو النصر، أو إنزال المطر، أو غير ذلك، أن الصحابة رضي الله
عنهم لم يأتوا إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم حينما يشتد بهم أمر من الأمور،
بل كانوا يقومون بهذا الأمر في شأنهم، ويعدون العدة بما يستطيعون، ويستعينون بالله
عز وجل على كشف شدتهم، وإذا احتاجوا إلى دعاء من الصالحين يطلبون من الأحياء
الحاضرين أن يدعوا لهم، فطلب الدعاء من الإنسان الصالح حال حياته وحضوره لا بأس
به، وهو من الأسباب المشروعة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر رضي الله عنه
لما أراد العمرة: «يَا أَخِي أَشْرِكْنَا
فِي صَالِحِ دُعَائِكَ وَلاَ تَنْسَنَا» ([1])، والله جل وعلا
يقول لنبيه: ﴿وَٱسۡتَغۡفِرۡ
لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ﴾ [محمد: 19]، وقال
تعالى: ﴿رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ
لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ﴾ [الحشر: 10]،
فالدعاء مطلوب من الإنسان الحي لنفسه، ولإخوانه الأحياء والأموات، يدعو لهم الله
جل وعلا، ولا يدعو الأموات أو الغائبين بحجة أنهم أهل صلاح، فإنهم لا يملكون من
الأمر شيئًا، قال الله جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلۡ
إِنِّي لَآ أَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرّٗا وَلَا رَشَدٗا﴾ [الجن: 21]، وقال: ﴿قُل لَّآ أَمۡلِكُ
لِنَفۡسِي ضَرّٗا وَلَا نَفۡعًا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۗ﴾ [يونس: 49].
فهذا أصل عظيم يزيل هذه الشبهة التي يتعلق بها عباد القبور، ومن
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (2894)، والترمذي رقم (3562)، وأحمد رقم (5229)، وأبو يعلى رقم (5550).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد