×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 قبلهم المشركون مع من يدعون من دون الله بحجة أنهم شفعاء عند الله، وأنهم يقربون إلى الله زلفى، لكن هل هناك من يعقل من هؤلاء؟ وإنما يعتمدون على خرافات، وحكايات، ومنامات، وأحلام شيطانية كما سبق، أو أنهم يقولون: إنا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون، وليس لهم حجة في ذلك، فهذا واضح من فعل الصحابة، وهم أعلم الأمة، ما كانوا يذهبون إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كانت تنزل بهم شدائد من انحباس المطر، وتسلط العدو، ومشكلات العلم، ومع ذلك لم يكونوا يسألون الرسول في قبره، إنما كانوا يرجعون إلى الكتاب والسنة، ولا يذهبون للقبر، فهذا أمر يجب معرفته، إذا كان هذا لا يجوز مع قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، فكيف بغيره من القبور؟

هذا أمر لا يجوز، ولا يُطلب إلا من الله سبحانه وتعالى، وطلب قضاء الحوائج، والدعاء، والشفاعة من الأموات شرك؛ لأنهم لا يقدرون على ذلك، ولم يكن هذا من عمل الأنبياء وأتباعهم أن يذهبوا إلى القبور عند الشدائد والحوائج، إنما كانوا يدعون الله عز وجل، ويتضرعون إليه، ويفعلون ما شرعه الله لهم من صلاة الاستسقاء، والدعاء، وصلاة الكسوف، وغير ذلك، والله قريب مجيب.

قوله: «وَلاَ قَبْرِ الْخَلِيلِ». أما قبر الخليل - وهو إبراهيم عليه السلام - فلم يثبت في موضعه شيء، ولا غيره من قبور الأنبياء، لا يُعرف من قبور الأنبياء إلا قبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أما غيره فإنما هي توهمات وتوقعات لا أساس لها.


الشرح