قوله: «فَيَقُولُ: نَشْكُو إلَيْك
جَدْبَ الزَّمَانِ أَوْ قُوَّةَ الْعَدُوِّ أَوْ كَثْرَةَ الذُّنُوبِ». نعم،
ما كانوا يذهبون في هذه الأمور إلى قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، إنما يذهبون
إلى الله، قال تعالى: ﴿فَفِرُّوٓاْ
إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ ٥٠وَلَا تَجۡعَلُواْ مَعَ ٱللَّهِ
إِلَٰهًا ءَاخَرَۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ ٥١﴾ [الذاريات: 50، 51]،
فالفرار إلى الله جل وعلا وليس للأموات.
قوله: «وَلاَ يَقُولُ: سَلْ اللَّهَ
لَنَا أَوْ لأُِمَّتِك أَنْ يَرْزُقَهُمْ أَوْ يَنْصُرَهُمْ أَوْ يَغْفِرَ لَهُمْ».
لم يخاطب أحد من الصحابة رضي الله عنهم الرسول بعد وفاته بهذا، يقول: اسأل الله
لأمتك، ادع الله لأمتك، ما كانوا يقولون هذا، إنما كانوا إذا قدموا من سفر يأتي
أحدهم ويسلم على الرسول صلى الله عليه وسلم سلام القادم من سفر، «السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله
وبركاته»، ويسلمون على أبي بكر وعمر، وينصرفون، وما كانوا يترددون كلما دخلوا
المسجد يذهبون يسلمون على الرسول وصاحبيه، إنما هذا عندما يقدم أحدهم من سفر، كما
هو في حال الحياة.
قوله: «بَلْ هَذَا وَمَا يُشْبِهُهُ مِنْ الْبِدَعِ الْمُحْدَثَةِ الَّتِي لَمْ يَسْتَحِبَّهَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ فَلَيْسَتْ وَاجِبَةً وَلاَ مُسْتَحَبَّةً بِاتِّفَاقِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ». والدين إما أن يكون واجبًا أو مستحبًّا، وليس هناك قسم ثالث أبدًا، وهذا الذي يفعلونه عند القبور ليس واجبًا ولا مستحبًّا، إذًا هو ليس من الدين، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، إذًا يكون بدعة، وكل بدعة ضلالة.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد