اتبعوهم، وإلا فهناك من
ينتسب إلى الأئمة الأربعة الآن وليس على عقيدتهم، إنما يتبعهم في الفقه فقط، وأما
في العقيدة فيتبع الطرق الأخرى، إما أشاعرة، أو ماتريدية، أو معتزلة، أو جهمية،
فهؤلاء يتبعون الأئمة في الفروع ولا يتبعونهم في الأصول.
قوله: «لاَ سِيَّمَا وَلَيْسَ مَعَهُ
فِي بِدْعَتِهِ... وَلاَ يَتَوَقَّفُ الإِْجْمَاعُ عَلَى مُوَافَقَتِهِ». هذا
لا اعتبار له، لا إن وافق، ولا إن خالف، إن وافق فالإجماع تام بدونه، وإن خالف لم
يضر الإجماع مخالفته.
قوله: «وَلَوْ قُدِّرَ أَنَّهُ نَازَعَ
فِي ذَلِكَ عَالِمٌ مُجْتَهِدٌ لَكَانَ مَخْصُومًا بِمَا عَلَيْهِ السُّنَّةُ
الْمُتَوَاتِرَةُ وَبِاتِّفَاقِ الأَْئِمَّةِ قَبْلَهُ». لو أن واحدًا من أهل
العلم الفضلاء خالف مع أن مثل هذا غير موجود، فهم لا يخالفون في العقائد أبدًا، إنما
يحصل الاختلاف في مسائل الفقه والنظر، أما العقائد فهي محل تسليم وتوقيف، لا
يدخلها اجتهاد؛ لذلك لم يختلفوا فيه.
قوله: «فَكَيْفَ إذَا كَانَ
الْمُنَازِعُ لَيْسَ مِنْ الْمُجْتَهِدِينَ وَلاَ مَعَهُ دَلِيلٌ شَرْعِيٌّ
وَإِنَّمَا اتَّبَعَ مَنْ تَكَلَّمَ فِي الدِّينِ بِلاَ عِلْمٍ وَيُجَادِلُ فِي
اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُنِيرٍ». قال تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ
فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَلَا هُدٗى وَلَا كِتَٰبٖ مُّنِيرٖ ٨ثَانِيَ عِطۡفِهِۦ
لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۖ لَهُۥ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞۖ وَنُذِيقُهُۥ يَوۡمَ
ٱلۡقِيَٰمَةِ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ ٩﴾ [الحج: 8، 9].
حذرنا الله من مثل هذا، وفي هذا رد على الذين يقولون الآن: كل شيء فيه
خلاف، لا تنكروا على الناس، وكل من أخذ بقول من الأقوال فهو على حق. سبحان الله!
الحق لا يتعدد، الحق ما قام عليه الدليل، وما خالف الدليل فليس بحق، وهذا شيء
واضح، والله لم يتعبدنا باتباع أقوال الناس، بل تعبدنا بالكتاب والسنة.
الصفحة 3 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد