قوله: «وَحَرَّمَ مَا يُفْضِي إلَيْهِ
كَمَا حَرَّمَ اتِّخَاذَ قُبُورِ الأَْنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ مَسَاجِدَ».
معناه: اتخاذها مصليات يُصلى عندها ظنًّا أن الصلاة عندها أفضل من الصلاة عند
غيرها؛ لصلاحهم وإيمانهم، ولذلك افتتنوا بالقبور والعياذ بالله، وهذه سنة بني
إسرائيل؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اشْتَدَّ
غَضَبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([1])، وقال صلى الله
عليه وسلم: «لَعَنَ اللَّهُ اليَهُودَ
اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ».
المساجد مصليات، سواءً بُني عليها مسجد أو لم يُبن عليها، كل مكان صليت فيه
فهو مسجد، قال صلى الله عليه وسلم: «جُعِلَتْ
لِي الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا» ([2]). فالمسجد قد يُطلق
ويُراد به المسجد المبني الذي له أبواب وله ساحات، وهذا لا يجوز بناؤه على قبر،
وقد يُطلق ويُراد به اعتياد الصلاة عند قبور ليست مبنية، وإنما يذهب إليها ويُصلي
عندها رجاء البركة، أو رجاء إجابة الدعوة.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، إِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ». حذَّر صلى الله عليه وسلم من اتخاذ القبور مساجد في آخر حياته، وهو على فراش الموت، ومن كمال نصحه لأمته وهو في هذه الحالة يحذر الناس من الشرك باتخاذ القبور مساجد، وهذا فيه إشعار بألا يتخذوا قبر الرسول صلى الله عليه وسلم مسجدًا، كما كانت بنو إسرائيل تفعل هذا مع أنبيائها، فهو يحذر من هذا أن يُفعل عند قبره صلى الله عليه وسلم، وكان يقول هذا قبل أن يموت بخمس ليال، أو وقت قريب، وهذا من كمال شفقته صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه: مالك في الموطأ رقم (414).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد