التبرك بقول: «إنْ شَاءَ اللَّهُ»، أو إنه فيه نفي
تزكية النفس؛ لأنك لا تدري ما الذي تموت عليه، ولكن تقول: إن شاء الله يتوفاني على
الإسلام ويلحقني بالصالحين، فهذا فيه عدم تزكية النفس.
قوله صلى الله عليه وسلم: «وَيَرْحَمُ
اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَمِنْكُمْ وَالْمُسْتَأْخِرِين» مثل قوله
تعالى: ﴿رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ
لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ﴾ [الحشر: 10]، فأنت
تدعو للمسلمين السابقين المعاصرين، واللاحقين الذين يأتون من بعد إلى يوم القيامة؛
وهكذا المسلم لا يكون أنانًّا ما عليه إلا من نفسه، بل يدعو لإخوانه المسلمين
الأحياء والأموات.
قوله صلى الله عليه وسلم: «نَسْأَلُ
اللَّهَ لَنَا وَلَكُمْ الْعَافِيَةَ. اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ
وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ». هذا فيه إشراك الأحياء والأموات في الدعاء.
قوله: «وَالأَْحَادِيثُ فِي ذَلِكَ»
أي: في زيارة القبور «صَحِيحَةٌ
مَعْرُوفَةٌ».
لا أحد ينكر زيارة القبور الزيارة الشرعية، إنما الإنكار على الزيادة
البدعية أو الشركية.
قوله: «فَهَذِهِ الزِّيَارَةُ لِقُبُورِ
الْمُؤْمِنِينَ مَقْصُودُهَا الدُّعَاءُ لَهُمْ». ليس المقصود دعاءهم، وطلب
الحوائج منهم، فزيارة قبور المؤمنين لغرضين:
الأول: الاعتبار والاتعاظ، ولأنها تذكر بالآخرة.
الثاني: الدعاء للأموات والاستغفار لهم.
أما قبور المشركين والكفار فيجوز زيارتها لغرض واحد فقط، وهو الاعتبار، أما
الدعاء، فلا يُدعى لهم ولا يُستغفر لهم، وهذا يأتي - إن شاء الله - في قوله:
«وَهَذِهِ غَيْرُ الزِّيَارَةِ
الْمُشْتَرَكَةِ الَّتِي تَجُوزُ فِي قُبُورِ الْكُفَّارِ».
الصفحة 8 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد