وَكَانَ يَزُورُ قُبُورَ
أَهْلِ الْبَقِيعِ وَالشُّهَدَاءِ بِأُحُدٍ ([1]) وَيُعَلِّمُ أَصْحَابَهُ
إذَا زَارُوا الْقُبُورَ أَنْ يَقُولَ أَحَدُهُمْ: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ
الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَإِنَّا إنْ شَاءَ اللَّهُ
تَعَالَى بِكُمْ لاَحِقُونَ وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا
وَمِنْكُمْ وَالْمُسْتَأْخِرِين نَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمْ الْعَافِيَةَ.
اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ» ([2]).
وَفِي
صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم خَرَجَ إلَى الْمَقْبَرَةِ فَقَالَ: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ دَارَ
قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاَحِقُونَ» ([3]). وَالأَْحَادِيثُ فِي
ذَلِكَ صَحِيحَةٌ مَعْرُوفَةٌ.
فَهَذِهِ
الزِّيَارَةُ لِقُبُورِ الْمُؤْمِنِينَ مَقْصُودُهَا الدُّعَاءُ لَهُمْ.
**********
الشرح
قوله: «وَكَانَ يَزُورُ قُبُورَ أَهْلِ الْبَقِيعِ وَالشُّهَدَاءِ بِأُحُدٍ».
والبقيع: مقبرة المدينة شرقي المسجد النبوي، وهو مكان يُسمى بالبقيع يدفنون فيه
الموتى، وقد كان صلى الله عليه وسلم يزور أصحابه الذين استشهدوا في وقعة أحد رضي
الله عنهم، فيسلم عليهم ويدعو لهم.
قوله صلى الله عليه وسلم: «السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ». أي:
القبور؛ لأن القبر دار البرزخ، وهي دار مؤقتة.
قوله صلى الله عليه وسلم: «وَإِنَّا إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى بِكُمْ لاَحِقُونَ». هل قوله: «إنْ شَاءَ اللَّهُ» للاستثناء وليس للشك؛ لأن كلًّا يعلم أنه يموت، فلماذا يقول ذلك مع أن الموت معلوم؟ هذا - والله أعلم - إما أنه من باب
([1]) أخرجه: مسلم رقم (974).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد