×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 دعاؤها والاستغاثة بها؛ بحجة أنهم رجال صالحون ومقربون إلى الله، ويقولون: ﴿مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزمر: 3]، ﴿وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ [يونس: 18]، هذا هو السبب المعروف.

لكن عند الفلاسفة - والفلاسفة جمع فيلسوف، وهو مدعي الحكمة والفلاسفة الغالب عليهم الإلحاد، ولا يتبعون الأنبياء، ومنبعهم وأكثرهم في اليونان - رأي آخر في سر عبادة القبور، فيقولون: إن زائر هذه القبور يفيض عليه من سر هذه القبور مما ينور قلبه؛ لأن هؤلاء نور، وإذا زارهم، فإنه يسري إليه نور من نور هؤلاء، وفيض يفيض عليه من نورهم، فهذا قول الفلاسفة المشركين.

قوله: «كَمَا ذَكَرَ ذَلِكَ ابْنُ سِينَا». ابن سينا مشهور بأنه طبيب، وهو فعلاً طبيب حاذق، وله كتب في الطب، ولكنه كان من ناحية الدين فيلسوفًا باطنيًّا من الإسماعيلية، أبوه يهودي، وهو دخل في الإسلام، ولكنه بقي على الفلسفة والباطنية والعياذ بالله، فهو باطني فيلسوف طبيب، وبعض الناس يعظمه ويقول: هذا من عظماء الإسلام، وهذا غلط، فهو ليس من عظماء الإسلام، بل هو ملحد والعياذ بالله، إنما ميزته أنه طبيب فقط، أما أن يُقال: إنه من عظماء الإسلام، ويُفتخر به، فهذا غلط، ولا يقوله إلا إنسان جاهل لا يعرف حقيقة ابن سينا.

وكتبه الآن الموجودة والمطبوعة كلها إلحاد، ككتاب «الإشارات»، وقد رد عليه شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى، وبيَّن ما عنده من الإلحاد والفلسفة، فلا يُحسب من علماء المسلمين، بل يُحسب من الأطباء.


الشرح