قوله: «كَصَاحِبِ الْكُتُبِ
الْمَضْنُونِ بِهَا وَغَيْرِهِ». المضنون بها، أي: المبخول بها، من الضن، وهو
البخل، قال تعالى: ﴿وَمَا
هُوَ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ بِضَنِينٖ﴾ [التّكوير: 24]، قيل: بمتهم، وقيل: ببخيل، أي: الرسول
صلى الله عليه وسلم ما كان يبخل في بيان الحق، والوحي الذي أُنزل عليه، بل يبلغه.
فهذه الكتب المضنون بها، أي: المبخول بها؛ لأنها كتب بزعمه نفيسة، فلا
تُعطى إلا لأهلها، وهي كتب فلسفة وضلال، فهو سماها «المضنون بها»، إلا لمن عنده أهلية، وذلك لأنه يراها معظمة.
وهذه الكتب المضنون بها المشهور أنها للغزالي الذي يسمونه حجة الإسلام،
والغزالي كان فقيهًا شافعيًّا مبرزًا في الفقه، له مؤلفات في مذهب الشافعية مشهورة
ومعروفة، وهو أصولي من علماء الأصول المبرزين، وله مصنفات كـ «المستصفى» وغيره، وهو مسلم له في الفقه، ومسلم له في الأصول، أما
العقيدة فقد تأثر بالفلاسفة، وتأثر بالصوفية، وكتابه «إحياء علوم الدين» مشحون بالتصوف والفلسفة، ويُقال: إن الكتب المضنون
بها له أيضًا، وهي تشتمل على مذهب ابن سينا وفلسفته.
قوله: «فَشَفَاعَةُ الأَْنْبِيَاءِ
وَالصَّالِحِينَ عَلَى أَصْلِهِمْ لَيْسَتْ كَمَا يَعْرِفُهُ أَهْلُ الإِْيمَانِ».
الشفاعة عند أهل الإيمان هي الوساطة بأن يدعو الشافع الله للمشفوع له، هذه هي
الشفاعة الشرعية، وهم يقولون: ليست الشفاعة كذلك، بل الشفاعة إنما هي فيض يفيض على
زائر القبر، فإذا زار القبر فاض على قلبه شيء من صاحب القبر.
قوله: «كَمَا أَنَّ مَا يَكُونُ مِنْ
إنْزَالِ الْمَطَرِ بِاسْتِسْقَائِهِمْ لَيْسَ سَبَبُهُ عِنْدَهُمْ إجَابَةَ
دُعَائِهِمْ. بَلْ هُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ الْمُؤَثِّرَ فِي حَوَادِثِ الْعَالَمِ
هُوَ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد