قُوَى النَّفْسِ أَوْ الْحَرَكَاتُ
الْفَلَكِيَّةُ أَوْ الْقُوَى الطَّبِيعِيَّةُ». يرون أن الذي يتصرف في الكون
هو الأفلاك والكواكب، ونزول المطر إنما هو من حركة الكواكب والأفلاك والحوادث
الأرضية، كما يقوله المنجمون، والتنجيم هو نسبة الحوادث الأرضية إلى الأحوال
الفلكية، وهذا منحدر من مذهب الفلاسفة تمامًا، هم الذين يزعمون أن النجوم والأفلاك
تؤثر في الحوادث التي تقع، وليست بأمر الله، ولا صادرة عن الله عز وجل.
قوله: «فَيَقُولُونَ: إنَّ الإِْنْسَانَ
إذَا أَحَبَّ رَجُلاً صَالِحًا قَدْ مَاتَ لاَ سِيَّمَا إنْ زَارَ قَبْرَهُ
فَإِنَّهُ يَحْصُلُ لِرُوحِهِ اتِّصَالٌ بِرُوحِ ذَلِكَ الْمَيِّتِ». هذا
فائدة زيارة القبر عندهم: إذا زار قبر رجل صالح، فإنه يفيض من فيض هذا الميت وروحه
على روح هذا الزائر، فينتفع بهذا.
قوله: «فِيمَا يَفِيضُ عَلَى تِلْكَ
الرُّوحِ الْمُفَارِقَةِ مِنْ الْعَقْلِ الْفَعَّالِ عِنْدَهُمْ أَوْ النَّفْسِ
الْفَلَكِيَّةِ». والعقل الفعَّال عندهم هو الفلك أو القمر كما يسمونه.
قوله: «يَفِيضُ عَلَى هَذِهِ الرُّوحِ
الزَّائِرَةِ الْمُسْتَشْفِعَةِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ بِشَيْءِ مِنْ
ذَلِكَ - بَلْ وَقَدْ لاَ تَعْلَمُ الرُّوحُ الْمُسْتَشْفَعُ بِهَا بِذَلِكَ».
فهو عندهم فيض لا يشعر به لا الزائر ولا المزور؛ لأنه فيض طبيعي.
قوله: «وَمَثَّلُوا ذَلِكَ بِالشَّمْسِ
إذَا قَابَلَهَا مِرْآةٌ فَإِنَّهُ يَفِيضُ عَلَى الْمِرْآةِ مِنْ شُعَاعِ
الشَّمْسِ ثُمَّ إذَا قَابَلَ الْمِرْآةَ مِرْآةٌ أُخْرَى فَاضَ عَلَيْهَا مِنْ
تِلْكَ الْمِرْآةِ وَإِنْ قَابَلَ تِلْكَ الْمِرْآةَ حَائِطٌ أَوْ مَاءٌ فَاضَ
عَلَيْهِ مِنْ شُعَاعِ تِلْكَ الْمِرْآةِ». هذه الفلسفة التي يعظمها الناس
كلها تخاريف، ومن هذه الحكايات الباردة من هذا النوع، فيفيض على روح الحي من روح
الميت، كما إذا قابلت المرآة الشمس، فإن الشمس تسطع في المرآة،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد