أن هذا هو الميت خرج من قبره، وهو في الحقيقة شيطان؛ لأن الميت لا يخرج من
قبره في الدنيا أبدًا، قال تعالى: ﴿أَلَمۡ
يَرَوۡاْ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ أَنَّهُمۡ إِلَيۡهِمۡ لَا
يَرۡجِعُونَ﴾ [يس: 31]، فلا أحد يرجع إلى الدنيا بعدما يموت، إلا إذا
بُعث يوم القيامة. فيظهر لهم الشيطان تارة بالصوت، وتارة بالصورة؛ ليُغري هؤلاء
الجهال وأصحاب الحاجات.
قوله: «وَتَصَرُّفٍ عَجِيبٍ». تُقضى
حاجته بسرعة، ويُشفى مريضه، وتحمل زوجته إن كان يريدها أن تحمل، فيظن أن هذا من
الميت، وهو من قضاء الله وقدره واستدراج له، قال تعالى: ﴿سَنَسۡتَدۡرِجُهُم
مِّنۡ حَيۡثُ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف: 182]، وليس هذا من الميت.
قوله: «مِثْلَ أَنْ يَرَى الْقَبْرَ
قَدْ انْشَقَّ وَخَرَجَ مِنْهُ الْمَيِّتُ وَكَلَّمَهُ وَعَانَقَهُ وَهَذَا يُرَى
عِنْدَ قُبُورِ الأَْنْبِيَاءِ وَغَيْرِهِمْ وَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ».
يُخيل إليه أن القبر انشق وهو لم ينشق، ولا خرج منه ميت، وقد يُخيل إليه أنه
يعانقه ويقبله، وهو شيطان من شياطين الجن يخرج لبني آدم بهذه الصورة موهمًا إياهم
أنه هو الميت أو الولي.
قوله: «فَإِنَّ الشَّيْطَانَ
يَتَصَوَّرُ بِصُوَرِ الإِْنْسِ». الشيطان أعطاه الله قدرة على التصور
والتشكل، فيتصور بصورة صاحب القبر، فإذا كان الزائر يعرف صاحب القبر يظهر له بصورته
تمامًا، يقول: هذا فلان، وهو شيطان، فالشيطان يتصور أحيانًا بصورة إنسي، وأحيانًا
يتصور بصورة حيوان؛ صورة كلب أو ثعبان.
قوله: «وَيَدَّعِي أَحَدُهُمْ أَنَّهُ
النَّبِيُّ فُلاَنٌ أَوْ الشَّيْخُ فُلاَنٌ وَيَكُونُ كَاذِبًا فِي ذَلِكَ».
يدعي أنه النبي أو الولي، فيصدقه الزائر المسكين، ولا شك أنه كاذب؛ لأن الميت لا
يخرج من قبره إلا للبعث.
الصفحة 3 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد