×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 وَلاَ فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنْ السَّمَاءِ وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْ الأَْرْضِ وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ فِيهَا وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ يَطْرُقُ إلاَّ طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرِ يَا رَحْمَنُ. قَالَ: فَطَفِئَتْ نَارُهُمْ وَهَزَمَهُمْ اللَّهُ عز وجل ([1]).

**********

الشرح

قوله: «وَفِي هَذَا الْبَابِ مِنْ الْوَقَائِعِ مَا يَضِيقُ هَذَا الْمَوْضِعُ عَنْ ذِكْرِهِ». وهذا كشف لشبهة خطيرة جدًّا لو أن الناس يعقلون؛ لعرفوا أن الذي يحصل عند القبور ليس له حقيقة، وإنما هو وهم من شياطين الجن، فلا يغتر به أحد، وستأتي قصة عبد القادر الجيلاني رحمه الله.

قوله: «وَالْمُؤْمِنُ الْعَظِيمُ يَعْلَمُ أَنَّهُ شَيْطَانٌ». المؤمن الصادق لا يغتر بهذا، ويعرف أنه شيطان؛ لأن الميت لا يخرج من قبره إلا يوم القيامة.

قوله: «وَيَتَبَيَّنُ ذَلِكَ بِأُمُورِ». إذا أردت أن تعرف أن هذا شيطان تأتي بأمور تطرد الشيطان عنك، فإذا طرد دل على أنه شيطان.

قوله: «أَنْ يَقْرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ بِصِدْقِ فَإِذَا قَرَأَهَا تَغَيَّبَ ذَلِكَ الشَّخْصُ أَوْ سَاخَ فِي الأَْرْضِ أَوْ احْتَجَبَ». فإذا قرأ آية الكرسي بصدق وإيمان، وليست قراءة لفظية، فلن يرى الشيطان أبدًا؛ لأنه يفر من سورة البقرة، وآية الكرسي، حتى النائم إذا أراد ينام وقرأها لا يقربه شيطان حتى يصبح. فإذا قرأها على هذا الشخص الذي يقول: أنا فلان، وهو شيطان، فإنه يتغيب أو يغوص في الأرض، أو يختفي.

قوله: «وَلَوْ كَانَ رَجُلاً صَالِحًا أَوْ مَلِكًا أَوْ جِنِّيًّا مُؤْمِنًا لَمْ تَضُرَّهُ آيَةُ الْكُرْسِيِّ». فالمؤمن لا تطرده آية الكرسي، بل يفرح بها ويذكر الله عز وجل،


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (15460)، والبيهقي في الدعوات الكبير رقم (599).