فكونه يهرب حين قراءتها يدل على أنه شيطان، ولو كان هو الرجل الصالح أو
النبي لسر بذلك وفرح. وقوله: «جِنِّيًّا
مُؤْمِنًا»؛ لأن الجن فيهم مؤمن وكافر.
قوله: «كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ
مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ...». أبو هريرة رضي الله عنه جعله النبي صلى
الله عليه وسلم حارسًا على تمر الصدقة، فكان يأتيه شخص بالليل، ويأخذ من التمر
يحثو منه، فإذا أمسكه أبو هريرة اعتذر منه وقال له: اتركني ولن أعود أبدًا، ويشتكي
له الفقر وكثرة العيال، فيتركه، ثم في الليلة الثانية يعود، وكذلك في الليلة
الثالثة، ثم لمَّا أمسك به في الليلة الأخيرة قال له: أنت وعدتني أنك لن تعود وقد
عدت، لن أطلقك حتى أسلمك لرسول الله صلى الله عليه وسلم. عند ذلك قال له: اتركني
وأعلمك شيئًا ينفعك: إذا أويت إلى فراشك اقرأ آية الكرسي، فلا يقربك شيطان. فلما
أخبر أبو هريرة رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ
تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟»، قال: لا، قال: «ذَاكَ شَيْطَانٌ»، فدل على أن آية
الكرسي تطرد الشيطان.
قوله: «ومِنْهَا أَنْ يَسْتَعِيذَ
بِاَللَّهِ مِنْ الشَّيَاطِينِ». ومما يطرد الشياطين أيضًا الاستعاذة بالله جل
وعلا، قال تعالى: ﴿وَإِمَّا
يَنزَغَنَّكَ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ نَزۡغٞ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِۖ﴾ أي: لُذْ بالله عز
وجل ﴿إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ﴾ [فصلت: 36]،
فالاستعاذة بالله تطرد الشيطان.
قوله: «ومِنْهَا أَنْ يَسْتَعِيذَ
بِالْعُوَذِ الشَّرْعِيَّةِ». ومنها أن المسلم إذا عرض له الشيطان فإنه يستعيذ
بالله منه، فإذا استعاذ بالله منه أعاذه الله عز وجل، وقد حصل هذا للنبي صلى الله
عليه وسلم، فجاءه الشيطان وهو يصلي يريد أن يشوش عليه صلاته، فاستعاذ النبي صلى الله
عليه وسلم بالله منه، وخنق الشيطان حتى
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد