×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

والدعاء سلاح المؤمن، ومقامه عظيم، فإذا دعا العبد ربه صادقًا في دعوته، فإن الله جل وعلا يجيبه، قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ [البقرة: 186]، فإن حصل الدعاء ولم تحصل إجابة فالخلل من قِبل العبد، وليس كل دعاء يُستجاب؛ لوجود موانع من الإجابة، وإلا لو أن الإنسان تخلى عن الموانع فإن الله قريب مجيب.

قوله: «أَنْ يَقُولَ لِذَلِكَ الشَّخْصِ: أَأَنْت فُلاَنٌ؟ وَيُقْسِمُ عَلَيْهِ بِالأَْقْسَامِ الْمُعَظَّمَةِ وَيَقْرَأُ عَلَيْهِ قَوَارِعَ الْقُرْآنِ إلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الأَْسْبَابِ الَّتِي تَضُرُّ الشَّيَاطِينَ». أي: إذا عرض الشيطان وظهر عند القبر، وقال: أنا فلان الميت، وأنا أسمع دعاءكم، وأنا أحضر لكم ما تريدون، فالدهماء يظنون أن هذا هو الميت حقًّا، ولكن الحقيقة أنه شيطان تصور بصورة الميت؛ ليغريهم ويخدعهم، فالمؤمن لا يغتر بهذا، بل يخاصمه ويستحلفه بالله، فإن كان شيطانًا فلن يحلف بالله؛ لأنه يخشى من العقوبة، ويعلم قدرة الله عز وجل.

كذلك يقرأ عليه القرآن، فإذا قرأ عليه القرآن ضاع؛ لأن الشياطين لا تقرب القرآن، ولا تقرب ذكر الله عز وجل، فإذا ظهر عند القبر، فعليه أنه يقرأ القرآن، ويرى هل يبقى أو لا، فإذا ذهب، فهو شيطان بلا شك.

قوله: «وَهَذَا كَمَا إنَّ كَثِيرًا مِنْ الْعِبَادِ يَرَى الْكَعْبَةَ تَطُوفُ بِهِ». الشيطان يأتي بحيل كثيرة قد لا تتصورها العقول، فيأتي عند المغرور الجاهل، فيصور له أن الكعبة جاءت عنده، وأنها تطوف به، ويعتبر هذا من كرامته وعظمته وإيمانه، وهو كذب محض، فالكعبة لا تأتي ولا تطوف بأحد، الكعبة بيت الله عز وجل مصونة محفوظة، فهو يخيل له صورة الكعبة؛ ليتلاعب به ويغره.


الشرح