هو
الله، وأن الذي خاطبه هو الله، وهذا كثير عند الصوفية، يقولون: نحن نتلقى علمنا من
الله، ولا نتلقاه عن أحد، لا من الرسل، ولا من غيرهم، الرسل للعوام، أما نحن فقد
وصلنا إلى الله، نأخذ عنه مباشرة.
قوله: «وَصَارَ هُوَ
وَأَصْحَابُهُ يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُمْ يَرَوْنَ اللَّهَ تَعَالَى فِي الْيَقَظَةِ».
الله جل وعلا لا يُرى في الدنيا في اليقظة
أبدًا، ولما قال موسى عليه السلام كليم الله: ﴿رَبِّ أَرِنِيٓ أَنظُرۡ
إِلَيۡكَۚ قَالَ لَن تَرَىٰنِي وَلَٰكِنِ ٱنظُرۡ إِلَى ٱلۡجَبَلِ فَإِنِ ٱسۡتَقَرَّ
مَكَانَهُۥ فَسَوۡفَ تَرَىٰنِيۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُۥ لِلۡجَبَلِ جَعَلَهُۥ
دَكّٗا﴾ [الأعراف: 143]، الجبل الأصم اندك من عظمة الله، فكيف يستطيع الإنسان البشر المخلوق من لحم
ودم أن يرى الله في هذه الدنيا؟ إذا كان الجبل لم يثبت، فكيف يثبت الإنسان؟ فدل
على أن الله عز وجل لا يُرى في اليقظة في الدنيا، وإنما يُرى بالعين رؤية عيان في
الآخرة؛ لأن الله يُعطي أهل الجنة قدرة وقوة على أن يستطيعوا رؤيته سبحانه وتعالى،
أما في الدنيا فلا.
أما أن الله يُرى في المنام، نعم، يمكن أن يُرى
الله في المنام لبعض الناس، والرسول صلى الله عليه وسلم أيضًا لا يمكن أن يُرى بعد
موته في اليقظة، كما تدعي الصوفية أنه يأتي، ويحضر حفلاتهم، ويحضر موالدهم، وهذا
كذب على الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما هذا شيطان، فالرسول لا يُرى في الدنيا
بعد موته صلى الله عليه وسلم ولا يأتي، ولكن قد يُرى في المنام لمن يعرف الرسول
صلى الله عليه وسلم وهيئته، وهذا نادر في العلماء.
قوله: «وَهُمْ صَادِقُونَ فِيمَا
يُخْبِرُونَ بِهِ وَلَكِنْ لَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ ذَلِكَ هُوَ الشَّيْطَانُ». نعم، هم صادقون، وصحيح أنهم رأوا شيئًا، ولكن هل هو الله، أو هو الرسول؟ لا،
هذا شيطان.
الصفحة 5 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد