×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

قوله: «قَالَ: فَتَمَزَّقَ ذَلِكَ النُّورُ وَصَارَ ظُلْمَةً وَقَالَ يَا عَبْدَ الْقَادِرِ نَجَوْت مِنِّي بِفِقْهِك فِي دِينِك وَعِلْمِك وَبِمُنَازَلاَتِك فِي أَحْوَالِك». نعم، الفقه في الدين كان سببًا في نجاة عبد القادر من الشيطان، أما لو كان من الجهال لتردد في هذا، أو اغتر، وفرح بهذا الشيء، وظن أن هذا هو الله، لكن العلم والفقه في الدين يعصم الله به العالم.

قوله: «لَقَدْ فَتَنْت بِهَذِهِ الْقِصَّةِ سَبْعِينَ رَجُلاً». يتخيل لهم أن له عرشًا، وأنه فوق النور، فيضلهم، فلما كان عبد القادر رحمه الله عالمًا فقيهًا نجاه الله من كيده.

ولما سُئل رحمه الله: «كَيْفَ عَلِمْت أَنَّهُ الشَّيْطَانُ؟» قال: «بِقَوْلِهِ لِي: حَلَلْت لَك مَا حَرَّمْت عَلَى غَيْرِك». انظر لفقهه رحمه الله، فهو يعلم أن التحليل والتحريم انتهى بموت الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله عز وجل قال: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ [المائدة: 3]، فبعد وفاة الرسول لا ينزل تحليل ولا تحريم، فعرف عبد القادر أنه شيطان كذاب، وهذا من الفقه في دين الله عز وجل.

قوله: «وَقَدْ عَلِمْت أَنَّ شَرِيعَةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لاَ تُنْسَخُ وَلاَ تُبَدَّلُ». ليس هناك نسخ ولا تبديل ولا تغيير بعد موت الرسول صلى الله عليه وسلم، استقرت الشريعة إلى أن تقوم الساعة وهي مستقرة محفوظة ولله الحمد، لا أحد يستطيع أن يغير فيها.

قوله: «وَلأَِنَّهُ قَالَ أَنَا رَبُّك وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَقُولَ أَنَا اللَّهُ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ أَنَا».

فعرف كذبه بأمرين:

الأول: إنه ما استطاع أن يقول: أن الله الذي لا إله إلا أنا.

والثاني: أنه يحلل ويحرم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.

قوله: «وَمِنْ هَؤُلاَءِ مَنْ اعْتَقَدَ أَنَّ الْمَرْئِيَّ هُوَ اللَّهُ». من هؤلاء الذين يتراءى لهم الشطان من يصدق الشيطان، ويظن أن هذا الذي تراءى له


الشرح