الصحيح، وأن يتفقه في دين
الله عز وجل؛ حتى يسلم من هذه الشبهات والشرور.
قوله: «وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ رَأَى مَنْ
ظَنَّ أَنَّهُ نَبِيٌّ أَوْ رَجُلٌ صَالِحٌ أَوْ الْخَضِرُ وَكَانَ شَيْطَانًا».
بعض الشياطين يتصور بصورة ويوهم أنها للنبي صلى الله عليه وسلم، فهي صورة مكذوبة
ليست صورته الحقيقية؛ لأن الشيطان لا يتصور بصورة الرسول صلى الله عليه وسلم
الحقيقية، فيتصور بصورة موهمة، فإذا رآه الذي لا يعرف صورة الرسول صلى الله عليه
وسلم يصدق أنها صورته. وهذا أيضًا يدل على أن المسلم بحاجة إلى العلم، وبحاجة إلى
أن يعرف سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وصفاته، حتى كأنه ينظر إليه؛ من أجل ألا
يخدعه الشيطان ويضره.
قوله: «أَوْ الْخَضِرُ»، الخضر عبد
من عباد الله آتاه الله علمًا، وكان في وقت موسى عليه السلام، وقد جاء في الحديث
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «قَامَ
مُوسَى عليه السلام خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَسُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ
أَعْلَمُ؟ فَقَالَ: أَنَا أَعْلَمُ، قَالَ فَعَتَبَ اللهُ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ
يَرُدَّ الْعِلْمَ إِلَيْهِ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: أَنَّ عَبْدًا مِنْ
عِبَادِي بِمَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ» ([1]). إلى آخر الحديث.
فذهب موسى إلى الخضر ليتعلم منه، والقصة مذكورة في آخر سورة الكهف.
فهذا هو الخضر، وبعض العلماء يرى أنه نبي، والله أعلم. وقيل: إنه عبد صالح؛
لأن الله أجرى على يده معجزات كما ذكرها الله في القرآن.
قوله صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَتَمَثَّلُ فِي صُورَتِي». هذا إذا عرفت
([1]) أخرجه: البخاري رقم (122)، ومسلم رقم (2380).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد