×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 تزيين الشيطان، وقد تُقضى بعض حوائجهم من باب الفتنة، وقد يكلمهم الشيطان أو يخرج بصورة الميت، أو يُحكى لهم أنه خرج، وأن فلانًا رآه، وتكون حكاية مأثورة بينهم، فتزيد فتنتهم والعياذ بالله.

فهذا ليس شيئًا غريبًا، إنما هو واقع في الأمم السابقة، وفي أهل الجاهلية، وفي القبوريين من هذه الأمة، فلا يُغتر به ويُظن أن هذا يدل على أن الأموات ينفعون ويضرون، وأنهم يجيبون من دعاهم ويقدرون، وأنهم يخرجون من قبورهم، إلى غير ذلك من الخرافات والترهات الباطلة، فيعرضون عن كتاب الله، وعن سنة رسوله التي تنهى عن الشرك، وعن التعلق بغير الله، وعن عبادة غير الله، يعرضون عن هذا كله ولا يلتفتون إليه، وإنما يلتفتون إلى مثل هذه الخزعبلات والخرافات، هذا في الأموات.

وسيأتي في كلام الشيخ أنه أيضًا في الأحياء الذين يدَّعون الولاية، أو تُدعى لهم الولاية، فتُظهر لهم الشياطين مخاريق، أو شيئًا من السحر والشعوذة والتدجيل، فيظن الجهال والأغرار أن هذه كرامات، وأن هؤلاء أولياء، في حين أنهم ليسوا من الولاية في شيء؛ لأنهم لا يصلون، ولا يصومون، ولا يتورعون عن الفواحش، ويقولون: ما عليهم تكاليف، هؤلاء أولياء خرجوا عن التكاليف، فصار يُباح لهم كل شيء.

هذا ما أوعز إليهم به الشيطان أنهم يُباح لهم كل شيء؛ لأنهم خرجوا عن الولاية، بل خرجوا عن حدود العبادات، ووصلوا إلى الله مباشرة، فلا يحرم عليهم شيء، إنما يفعلون ما يشاءون، ولا تجب عليهم فرائض من صلاة وصيام وحج؛ لأنهم أولياء.


الشرح