وهذا واقع الآن في الذين يغالون في بعض الطواغيت الذين يظهرون هذه الخرافات
للناس، أو يستعملون شيئًا من السحر والشعوذة والتقمير على أبصار الناس، ويظنون أن
هذه كرامات، وهي مخاريق شيطانية وسحرية، فلا يُلتفت إليها. ومنهم من يظهر لهم أنه
يمشي على النار، ويبلع الجمر، وينام على المسامير، وتمشي عليه السيارة، ويصدقون،
ويقولون: هذا ولي لا تضره هذه الأشياء. في حين أنك لو طعنته بدبوس صغير ما يستطيع
أن يصبر، لكن يستعمل السحر والقمرة، فيظهر للناس أنه لا يضره شيء من هذه الأشياء،
وهذا كله من الكذب والتدجيل والضحك على القول في الأموات والأحياء.
والكرامة إنما تجري على يد ولي من أولياء الله الذين قال الله فيهم: ﴿أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ
لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ
يَتَّقُونَ ٦٣﴾ [يونس: 62، 63]، فكل مؤمن تقي ولي لله، وما يجري على
يده كرامة ما دام أنه مستقيم على طاعة الله، وكذلك لا يستعمل هذه الكرامة في إضلال
الناس، بل قد لا يدري عنها أحد، ولا يظهرها هو؛ لأنه لا يريد تعظيم نفسه، بل ما
ظهر له شيء من الكرامة إلا زادة تواضعًا وخوفًا وذلة لله سبحانه وتعالى، هذا هو
الولي حقيقة، وهذا لا يُغلى فيه، ولا يُطلب منه ما لا يقدر عليه، وهم ينهون عن
ذلك، فأولياء الله لا يرضون أن يعبدوا، ولا يرضون أن يُدعوا من دون الله، ولا
يدَّعون شيئًا مما لا يستطيعه البشر، هؤلاء هم أولياء الله:
أولاً: أن يكونون على العبادة والدين والاستقامة.
وثانيًا: لا يستعلمون هذه الكرامات التي تجري على أيديهم لإضلال الناس،
والتكبر بها عليهم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد