فَمِنْهُمْ مَنْ يَرْتَدُّ
عَنْ الإِْسْلاَمِ وَيَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَعْتَقِدُ فِيمَنْ لاَ
يُصَلِّي بَلْ وَلاَ يُؤْمِنُ بِالرُّسُلِ؛ بَلْ يَسُبُّ الرُّسُلَ وَيَتَنَقَّصُ
أَنَّهُ مِنْ أَعْظَمِ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُتَّقِينَ.
**********
الشرح
قوله: «وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: هُوَ
مَلَكٌ مِنْ الْمَلاَئِكَةِ وَالْمَلاَئِكَةُ لاَ تُعِينُ الْمُشْرِكِينَ
وَإِنَّمَا هُمْ شَيَاطِينُ أَضَلُّوهُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ». يقولون: هو
ملك، لا يقولون: هذا شيطان، وهذا كذب على الملائكة؛ لأن الملائكة لا تعين
المشركين، ولا تعين على الكذب، بل الملائكة تكون مع المؤمنين المتقين، فليسوا
ملائكة، وإنما هم شياطين من مردة الجن يريدون إضلال بني آدم وإهلاكهم؛ لأن
الشياطين هذا هدفهم، أما الملائكة فإنهم يستغفرون ويدعون للمؤمنين، ويساعدونهم على
الخير، بل قد ينزلون في القتال، ويقوون عزم المؤمنين، ويساعدونهم في القتال؛ كما
حصل في بدر، وفي غيرها ([1]).
قوله: «وَفِي مَوَاضِعِ الشِّرْكِ مِنْ
الْوَقَائِعِ وَالْحِكَايَاتِ». تجدونها موجودة في كتب الخرافيين من أمثال:
كتاب «الطبقات في تراجم الأولياء»
للشعراني، يذكر فيه الخرافات والأوهام الشيء الكثير من أن فلانًا حصل له كذا،
وفلانًا ظهر على يده كذا.
قوله: «وَأَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ فِيهَا
نَوْعَانِ». الناس - كما سبق - في مسألة الكرامات طرفان، ووسط:
الطرف الأول: من الناس من ينكر الكرامات نهائيًّا، ويقول: ليس هناك
كرامات للأولياء، كالمعتزلة ينكرونها نهائيًّا.
الطرف الثاني: من يغلو فيها ويثبتها حتى لغير أولياء الله، فيثبتها
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3995).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد