فهؤلاء هم أولياء الله
حقيقة، وليس ولي الله الذي لا يصلي، ولا يصوم، ويفعل الفواحش، هذا ولي للشيطان
وليس وليًّا لله سبحانه وتعالى؛ لأنه ليس من المؤمنين المتقين.
قوله: «لَهُ مِنْ الْمُكَاشَفَاتِ».
المكاشفات: الاطلاع على الأمور الغائبة، وهو ليس عنده اطلاع، وإنما الشياطين تخبره
عن أشياء غائبة عن الناس، فيظن الجهال أنه هو الذي اطلع عليها بولايته، ولا يعلمون
أن الذي يطلعه على هذه الأشياء ويجلبها له هو الشيطان، يدل لذلك قول الله جل وعلا:
﴿هَلۡ أُنَبِّئُكُمۡ عَلَىٰ مَن
تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢٢١تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٢٢٢يُلۡقُونَ
ٱلسَّمۡعَ وَأَكۡثَرُهُمۡ كَٰذِبُونَ ٢٢٣﴾ [الشعراء: 221-
223]، فهؤلاء عملاء الشياطين.
قوله: «مَا يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُ مِنْ
كَرَامَاتِ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُتَّقِينَ». يعتقدون أن هؤلاء الأولياء
يتصرفون في الكون، ويدبرون مع الله سبحانه وتعالى.
قوله: «بَلْ يَسُبُّ الرُّسُلَ
وَيَتَنَقَّصُ». ينتقص الرسل، ويقول: أنا لست بحاجة إليهم، أنا وصلت إلى الله،
وأنا آخذ العلم من الله. ويسمونه العارف بالله، وهو ليس بحاجة إلى الرسل، إنما
الرسل للعوام، وليست لأولياء الله، وهذا فتنة عظيمة والعياذ بالله، وكفر وإلحاد،
كل هذا عند عباد القبور الذين يشغلون حيزًا كبيرًا من العالم الإسلامي، وكلهم على
هذا المذهب الباطل.
الصفحة 5 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد