ولا ألفوها، وهي خوارق
شيطانية، فالناس يخضعون له، ويعتبرونه وليًّا من أولياء الله، ويطلبون منه حوائجهم
حيًّا وميتًا.
قوله: «وَاعْتَقَدُوا أَنَّهُ مِنْ
أَوْلِيَاءِ اللَّهِ». وهو ليس من أولياء الله، بل هو لا يصلي، ولا يصوم، فكيف
يكون من أولياء الله، وهو لا يصلي، ولا يصوم، ولا يتورع عن الفواحش؟ يقولون: هو من
أولياء الله، ولكنه سقط عنه التكليف، فلا يحرم عليه شيء! انظر كيف يفعل الشيطان
ببني آدم، يشاهدونه لا يصلي، ويشاهدونه يفعل اللواط، أو يُلاط به، ويقولون: هذا
ولي من أولياء الله لا يحرم عليه شيء!
قوله: «وَلاَ يَجْتَنِبُ مَحَارِمَ
اللَّهِ؛ لاَ الْفَوَاحِشَ وَلاَ الظُّلْمَ». يشاهدونه لا يجتنب محارم الله من
الفواحش كالزنا واللواط وسائر الفواحش والعياذ بالله، ويقولون: ليس عليه تكليف؛
لأنه ولي. ونحن نقول: ليس عليه تكليف؛ لأنه مجنون ليس لأنه ولي، فالذي وصل إلى هذا
الحد مجنون، أو ضالٌّ مضلٌّ.
قال تعالى ﴿أَلَآ إِنَّ
أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ٦٢ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ٦٣﴾ [يونس: 62، 63]، فإذا
جادلتهم يقولون: هذا ولي، والله جل وعلا يقول: تعالى ﴿أَلَآ
إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾، فيأخذون الآية
الأولى فقط ويتركون الآية الثانية: ﴿ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾؛ لأنها ترد عليهم، وهكذا أصحاب الباطل يأخذون ما يوافق
هواهم، ويتركون ما لا يوافق هواهم من الآيات والأحاديث، وإلا لو جاءوا بالآية
الثانية إلى الآية الأولى لتبين لهم من هو ولي الله حقًّا، ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾، أي: كمل إيمانهم، ﴿وَكَانُواْ يَتَّقُونَ﴾ يتقون الله غاية
التقوى، ويخافونه، ويرجونه،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد