الشرح
قوله: «فَمَنْ
جَاهَدَ الْعَدُوَّ فَغَنِمَ غَنِيمَةً». مثال ذلك: المغنم الذي يأخذه
المجاهدون في جهادهم، فإنه حلال طيب؛ كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمۡتُمۡ
حَلَٰلٗا﴾ [الأنفال: 69]، فإن استعمل هذه الغنيمة في طاعة الله
زادته إيمانًا وتقوى وعملاً صالحًا، وإذا استعملها في معصية الله صارت وبالاً
وشرًّا عليه بعدما كانت نعمة.
قوله: «فَكَيْفَ إذَا كَانَ سَبَبُ
الْخَوَارِقِ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ وَهِيَ تَدْعُو إلَى كُفْرٍ
آخَرَ وَفُسُوقٍ وَعِصْيَانٍ». إذا كانت الكرامة بسبب الإيمان، لكن استعملها
في معصية الله صارت وبالاً عليه، فكيف إذا كان الخارق سببه الكفر وليس الإيمان،
واستعمله أيضًا في كفر؟ فالأمر أشد والعياذ بالله.
قوله: «وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ ضَلاَلِ الْمُشْرِكِينَ مَا يَرَوْنَهُ أَوْ يَسْمَعُونَهُ». رجع إلى أصل الكلام، فسبب ضلال المشركين وفتنتهم بالقبور ما قد يرونه عند القبر حينما يستغيثون ويستنجدون به، ما يراه من شخص يظهر له، ويقول: أنا صاحب القبر، أنا فلان. أو يحضر له حاجته، أو يخدمه، فيظن أن هذا من الله عز وجل، وأنها كرامة لهذا الميت، في حين أن هذا الذي كلمه وأتى له بمقصوده إنما هو شيطان يريد أن يضله ويهلكه، لكن انتكاس الفطر والعقول - ولا حول ولا قوة إلا بالله - إذا كان محتاجًا ومضطرًّا، فلماذا لا يرفع يديه إلى الله جل وعلا ويدعوه في أي مكان، أو في المسجد الذي هو بيت من بيوت الله؟ لماذا لا يرفع يديه إلى الله ويطلب منه العون؟ لماذا يذهب للميت العاجز الذي صار رميمًا ومرتهنًا بأعماله من أجل قضاء حاجته وتفريج كربته؟ لكن العقول تنتكس والعياذ بالله.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد