×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

قوله: «عِنْدَ الأَْوْثَانِ». أو عند الأشجار، أو الأحجار، أو القبور، تحضر الشياطين في هذه الأماكن، ويحصل منها ما يحصل مما يزيدهم ضلالة.

قوله: «ظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ النَّبِيُّ الْمَقْبُورُ أَوْ الشَّيْخُ الْمَقْبُورُ وَالْقَبْرُ لَمْ يَنْشَقَّ؛ وَإِنَّمَا الشَّيْطَانُ مَثَّلَ لَهُ ذَلِكَ». إذا كان عند قبر نبي يخرج له شخص من القبر، من باب القمرة والسحر، وإلا فالقبر لا ينشق، لكن يصور له الشيطان ذلك تصويرًا فيخيل له أن القبر انشق، أو الجدار الذي أمامه انشق وخرج منه رجل، وسلم عليه، وقضى حاجته، فيقول: هذا الولي، هو الذي عمل لي كذا وكذا، في حين أنه شيطان.

قوله: «وَيَكُونُ هُوَ الشَّيْطَانُ تَمَثَّلَ لَهُ فِي صُورَةِ إنْسَانٍ وَأَرَاهُ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ الْحَائِطِ». وهو لم يخرج من الحائط، لكن أراه هذا من باب التخييل، كما سبق في قصة عبد القادر الجيلاني حينما كان يعبد الله عز وجل، وإذا بالشيطان فوقه على عرش ونور، فقال: أنا ربك، وأنا أحللت لك ما حرمت عليك. فقال له عبد القادر: كذبت، أنت شيطان. لأن بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لا يحصل تحليل وتحريم، هذه ناحية، والناحية الثانية: أنه تحداه، وقال له: أنشدك بالله، أنت الله الذي لا إله إلا هو؟ فلم يستطع الشيطان أن ينطق ويقول: أنا الله الذي لا إله إلا هو، ولكنه لما قال له ذلك تلاشى هذا العرش، وهذا النور، وذهب مع الهواء. ولكن من هو مثل عبد القادر في فقهه وإيمانه وعلمه لا يغتر بهذا الشيطان؛ لذلك قال له: «نجوت مني يا عبد القادر بعلمك، وقد أهلكت بهذه كذا وكذا من الناس».


الشرح