وَهَذَا وَنَحْوُهُ مِمَّا
يُبَيِّنُ أَنَّ الَّذِينَ يَدْعُونَ الأَْنْبِيَاءَ وَالصَّالِحِينَ بَعْدَ
مَوْتِهِمْ عِنْدَ قُبُورِهِمْ وَغَيْرِ قُبُورِهِمْ: هُمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ
الَّذِينَ يَدْعُونَ غَيْرَ اللَّهِ كَاَلَّذِينَ يَدْعُونَ الْكَوَاكِبَ
وَاَلَّذِينَ اتَّخَذُوا الْمَلاَئِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا قَالَ
تَعَالَى: ﴿مَا كَانَ
لِبَشَرٍ أَن يُؤۡتِيَهُ ٱللَّهُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ
يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادٗا لِّي مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن كُونُواْ رَبَّٰنِيِّۧنَ
بِمَا كُنتُمۡ تُعَلِّمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ وَبِمَا كُنتُمۡ تَدۡرُسُونَ ٧٩وَلَا يَأۡمُرَكُمۡ
أَن تَتَّخِذُواْ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةَ وَٱلنَّبِيِّۧنَ أَرۡبَابًاۗ أَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡكُفۡرِ
بَعۡدَ إِذۡ أَنتُم مُّسۡلِمُونَ ٨٠﴾ [آل عمران: 79، 80].
**********
الشرح
قوله: «وَهَذَا وَنَحْوُهُ مِمَّا
يُبَيِّنُ أَنَّ الَّذِينَ يَدْعُونَ الأَْنْبِيَاءَ وَالصَّالِحِينَ بَعْدَ
مَوْتِهِمْ عِنْدَ قُبُورِهِمْ وَغَيْرِ قُبُورِهِمْ: هُمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ
الَّذِينَ يَدْعُونَ غَيْرَ اللَّهِ». الذي يدعو غير الله مشرك، سواء دعا
ملكًا من الملائكة، أو نبيًّا من الأنبياء، أو وليًّا من الصالحين، أو شيطانًا، أو
حجرًا، فكل من عبد غير الله مشرك، والذي يعبده إنما هو الشيطان؛ لأنه أمره بذلك
فأطاعه، فهؤلاء إنما يعبدون الشيطان، قال تعالى: ﴿أَلَمۡ
أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ﴾ [يس: 60]، يقولون
لك: نحن لا نعبد الشيطان، نحن نلعن الشيطان ونبغضه. ولكنهم يعبدون القبر، فالذي
يعبد القبر والشجر والحجر يعبد الشيطان، ولو كان يلعنه، ولو كان يستعيذ منه، ما
دام أنه يعبد غير الله فهو يعبد الشيطان.
قوله: «كَاَلَّذِينَ يَدْعُونَ
الْكَوَاكِبَ وَاَلَّذِينَ اتَّخَذُوا الْمَلاَئِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا».
فكل من عبد غير الله عبد الشيطان، وهو مشرك الشرك الأكبر، سواء عبد الملائكة، أو
الرسل، أو الأولياء، والصالحين، أو الكواكب، أو الشمس، أو القمر، أو غير ذلك.
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد