×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

قوله: «قَالَ تَعَالَى: ﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤۡتِيَهُ ٱللَّهُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادٗا لِّي مِن دُونِ ٱللَّهِ [آل عمران: 79].

هذا رد على النصارى؛ لأن صدر سورة آل عمران كله في الرد على النصارى، فالنصارى يقولون: المسيح ابن الله، فيعبدونه، ويزعمون أن المسيح أمرهم بهذا، فالله جل وعلا كذبهم، وقال: ﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤۡتِيَهُ ٱللَّهُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ - مثل المسيح عليه السلام - ﴿ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادٗا لِّي مِن دُونِ ٱللَّهِ هل الأنبياء يأمرون بهذا؟ إنما الذي يأمر بهذا هو الشيطان ﴿وَلَٰكِن كُونُواْ رَبَّٰنِيِّ‍ۧنَ أي: إن الذي يقوله النبي للناس: ﴿وَلَٰكِن للاستثناء المنقطع ﴿كُونُواْ رَبَّٰنِيِّ‍ۧنَ بِمَا كُنتُمۡ تُعَلِّمُونَ ٱلۡكِتَٰبَ وَبِمَا كُنتُمۡ تَدۡرُسُونَ [آل عمران: 79].

هذا الذي تقوله الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فهذا رد على النصارى ومن شابههم ممن يعبدون الأولياء والصالحين، هل الأولياء والصالحون على الحقيقة يرضون أن يُعبدوا من دون الله؟

لو رضي ما كان وليًّا لله، فالذي يرضى أن يُعبد من دون الله ما يكون وليًّا لله، فالولي على الحقيقة لا يرضى بذلك، ولا يأمر بذلك.

هذا في معرض بيان الشيخ رحمه الله للرد على الذين يدعون الأولياء والصالحين من الموتى، ويتقربون إليهم بحجة أنهم أولياء الله، وأنهم قريبون من الله، ويعتقدون أنهم يشفعون لهم عند الله لقضاء حوائجهم، كما كان المشركون الأولون: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ [يونس: 18].

فحجة هؤلاء مثل حجة المشركين الأولين، ويسمون هذا من باب التوسل، وطلب الشفاعة منهم، وهذا لا يُغير من الحقيقة شيئًا، فالشرك


الشرح