×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 هو الشرك ولو سُمِّي بغير اسمه، ولو كان من يعمله في الجاهلية، أو كان في الإسلام، فالشرك هو الشرك قديمًا وحديثًا، والله جل وعلا أمرنا أن ندعوه ونطلب منه حاجاتنا، ونطلب منه كل ما هو من مصلحتنا مباشرة دون أن نتخذ بيننا وبينه وسائط أو شفعاء، فهو سبحانه قريب مجيب، والشفعاء والوسائط إنما يُحتاج إليهم مع البعيدين عن الناس كالملوك والرؤساء، وأما الله جل وعلا فهو قريب مجيب، يسمع ويرى ويعلم، وما عليك إلا أن تمد يديك، وتقول: يا الله أعطني كذا وكذا، اشفني من مرضي، ارزقني، اهدني، أصلح لي كذا وكذا. وتُخْلص في الدعاء له، وهو سبحانه وتعالى قريب مجيب لا يُقاس بخلقه الذين لا بد أن يُتخذ معهم الوسائط والشفعاء، وغير ذلك من الطرق.

فالحاصل: أن فعل هؤلاء لا يختلف عن فعل المشركين من أولهم سواء بسواء.

وقوله: قال تعالى: ﴿مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤۡتِيَهُ ٱللَّهُ. هاتان الآيتان فيهما رد عليهم في اتخاذ الملائكة والأنبياء والصالحين وسائط بينهم وبين الله، والتقرب إليهم من دون الله عز وجل.

وسبب نزول الآية كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: اجْتَمَعَتْ نَصَارَى نَجْرَانَ، وَأَحْبَارُ يَهُودَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم... فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ الْقُرَظِيُّ حِينَ اجْتَمَعَ عِنْدَهُ النَّصَارَى، وَالأَْحْبَارُ فَدَعَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الإِْسْلاَمِ: أَتُرِيدُ مِنَّا يَا مُحَمَّدُ أَنْ نَعْبُدَكَ كَمَا تَعْبُدُ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نَجْرَانَ نَصْرَانِيٌّ، يُقَالُ لَهُ: الرَّبِّيسُ: وَذَلِكَ تُرِيدُ يَا مُحَمَّدُ وَإِلَيْهِ تَدْعُو؟ أَوْ كَمَا قَالَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَعَاذَ اللهِ أَنْ أَعْبُدَ غَيْرَ اللهِ أَوْ آمُرَ بِعِبَادَةِ غَيْرِهِ، مَا بِذَلِكَ بَعَثَنِي وَلاَ أَمَرَنِي»،


الشرح