×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 فنقول: هذه مغالطة، فهناك فرق بين الحي والميت، والرسول صلى الله عليه وسلم يوم كان على قيد الحياة، ويمشي مع الناس وهم يطلبون منه الدعاء، ويستفتونه بما أشكل عليهم، ويتعلمون منه، ويتلقون عنه القرآن والوحي، فلما مات لم يكونوا يفعلون هذا عند قبره صلى الله عليه وسلم، فهذا دليل على الفرق بين الحياة والموت، فالميت لا يُطلب منه شيء، وإنما يُطلب له، ويُدعى له، ويُستغفر له، ويُتصدق عنه؛ لأنه بحاجة، أما أن يُطلب منه ويُدعى، فهذا شرك بالله عز وجل.

قوله: «فَإِنَّ الْغَائِبَ وَالْمَيِّتَ لاَ يَنْهَى مَنْ يُشْرِكُ». لو أشركوا به وهو غائب لا يدري، فلا يمكن أن ينهى عن ذلك وهو لا يدري، كذلك الميت لا يدري من دعاه؛ لأنه في عالم آخر غير عالم الدنيا، فهم لا يسمعون أهل الدنيا، ولا يعلمون بأحوالهم؛ لأنهم في عالم الآخرة.

قوله: «كَمَا قَدْ وَقَعَ فِيهِ الْمُشْرِكُونَ». أي: كما كان المشركون يفعلون ذلك.

قوله: «وَمَنْ ضَاهَاهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَمُبْتَدِعَةِ الْمُسْلِمِينَ». أي: من شابههم من اليهود والنصارى مع أنبيائهم، وكذلك من المسلمين من وقع في هذا من القبوريين وعبادة الأضرحة.


الشرح