قوله: «بِخِلاَفِ دُعَائِهِمْ بَعْدَ
مَوْتِهِمْ فَإِنَّ ذَلِكَ ذَرِيعَةٌ إلَى الشِّرْكِ بِهِمْ». إذا ما ماتوا
وتغيبوا عن هذه الدنيا، فإن دعاءهم من دون الله ذريعة إلى الشرك، والموتى لا
يشعرون بذلك، ولا يقدرون على منعهم من وردهم.
قوله: «وَكَذَلِكَ دُعَاؤُهُمْ فِي
مَغِيبِهِمْ هُوَ ذَرِيعَةٌ إلَى الشِّرْكِ». دعاء الميت أو الغائب على قسمين:
الأول: أن يدعوه ويطلب منه الحاجة من دون الله، وهذا شرك أكبر.
الثاني: أن يدعوه لأجل أن يشفع له، ويطلب منه الدعاء، فهذا ذريعة إلى
الشرك، أما لو طلب منه الحاجة، فهذا شرك أكبر.
قوله: «فَمَنْ رَأَى نَبِيًّا أَوْ
مَلَكًا مِنْ الْمَلاَئِكَةِ...» قد يرى الإنسان ملكًا من الملائكة، فيطلب منه
الدعاء بحضوره، فلا بأس بذلك؛ لأنه حي حاضر وهو يقدر على الدعاء، أو أدرك نبيًّا
من الأنبياء، فطلب منه أن يدعو الله له، لا بأس بذلك في حضوره وحياته.
قوله: «بِخِلاَفِ مَنْ دَعَاهُ فِي
مَغِيبِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ يُفْضِي إلَى الشِّرْكِ بِهِ». أما من كان ميتًا أو
غائبًا، فلا يُطلب منه الدعاء؛ لأن هذا يفضي به إلى الشرك به، يطلب منه الدعاء في
البداية، ثم في النهاية يدعوه من دون الله عز وجل، فيقع في الشرك والعياذ بالله،
كما وقع لكثير من القبوريين، يقولون: نحن نطلب منهم الدعاء، وطلب الدعاء جائز، ولا
فرق بين الحياة والموت، كما أنه يجوز أن نطلب منه الدعاء وهو حي حاضر نطلب منه وهو
ميت.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد