×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

قوله: «فَلَوْ قُدِّرَ أَنَّ فِيهِ مَصْلَحَةً لَكَانَتْ هَذِهِ الْمَفْسَدَةُ رَاجِحَةً». فالطلب من الحي إن كان سائغًا ليس فيه مفسدة، كأن تطلب منه مبلغًا من المال، أو تطلب منه إعانة على عمل، أو إجابة على مسألة، فهذا لا بأس به، أما إذا كان فيه شرك، فهم لا يقرون ذلك، بل ينهون عنه، والحي غير محظور في الطلب منه؛ لأنه إن كان يُطلب منه، فهذا أمر سائغ ولا بأس به، وإن كان غير سائغ، فإنه ينهى عنه لا يقر عليه، خلافًا للميت الذي لا يقدر ولا يدري.

قوله: «بَلْ فِيهِ مَنْفَعَةٌ وَهُوَ أَنَّهُمْ يُثَابُونَ وَيُؤْجَرُونَ...». فالحي إذا طلبت منه وقضى حاجتك كان له مصلحة في هذا؛ لأن الله يأجره على إعانة أخيه وتفريج كربته، فأنت تحصل على حاجاتك، وهو يحصل على الأجر، فإذا طلبت منه مبلغًا من المال - صدقة أو قرضًا - فهذا فيه مصلحة للسائل والمسؤول، فالسائل يقضي حاجته، والمسؤول له الأجر والثواب عند الله جل وعلا، والله يقول: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ [المائدة: 2]، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» ([1]).

قوله: «فَإِنَّهُمْ فِي دَارِ الْعَمَلِ وَالتَّكْلِيفِ وَشَفَاعَتُهُمْ فِي الآْخِرَةِ فِيهَا إظْهَارُ كَرَامَةِ اللَّهِ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». فإذا أذن الله للشفعاء في الآخرة أن يشفعوا، فهذا إكرام للشفعاء، ونفع للمشفوع فيه.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (225).