وَإِذَا لَمْ يُشْرَعْ
دُعَاءُ الْمَلاَئِكَةِ لَمْ يُشْرَعْ دُعَاءُ مَنْ مَاتَ مِنْ الأَْنْبِيَاءِ
وَالصَّالِحِينَ وَلاَ أَنْ نَطْلُبَ مِنْهُمْ الدُّعَاءَ وَالشَّفَاعَةَ وَإِنْ
كَانُوا يُدْعَوْنَ وَيَشْفَعُونَ لِوَجْهَيْنِ:
أَحَدُهُمَا:
أَنَّ مَا أَمَرَهُمْ اللَّهُ بِهِ مِنْ ذَلِكَ هُمْ يَفْعَلُونَهُ وَإِنْ لَمْ
يُطْلَبْ مِنْهُمْ وَمَا لَمْ يُؤْمَرُوا بِهِ لاَ يَفْعَلُونَهُ وَلَوْ طُلِبَ
مِنْهُمْ فَلاَ فَائِدَةَ فِي الطَّلَبِ مِنْهُمْ.
الثَّانِي:
أَنَّ دُعَاءَهُمْ وَطَلَبَ الشَّفَاعَةِ مِنْهُمْ فِي هَذِهِ الْحَالِ يُفْضِي
إلَى الشِّرْكِ بِهِمْ فَفِيهِ هَذِهِ الْمَفْسَدَةُ فَلَوْ قُدِّرَ أَنَّ فِيهِ
مَصْلَحَةً لَكَانَتْ هَذِهِ الْمَفْسَدَةُ رَاجِحَةً فَكَيْفَ وَلاَ مَصْلَحَةَ
فِيهِ؛ بِخِلاَفِ الطَّلَبِ مِنْهُمْ فِي حَيَاتِهِمْ وَحُضُورِهِمْ فَإِنَّهُ لاَ
مَفْسَدَةَ فِيهِ؛ فَإِنَّهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْ الشِّرْكِ بِهِمْ. بَلْ فِيهِ
مَنْفَعَةٌ وَهُوَ أَنَّهُمْ يُثَابُونَ وَيُؤْجَرُونَ عَلَى مَا يَفْعَلُونَهُ
حِينَئِذٍ مِنْ نَفْعِ الْخَلْقِ كُلِّهِمْ فَإِنَّهُمْ فِي دَارِ الْعَمَلِ
وَالتَّكْلِيفِ وَشَفَاعَتُهُمْ فِي الآْخِرَةِ فِيهَا إظْهَارُ كَرَامَةِ اللَّهِ
لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
**********
الشرح
قوله: «فَلاَ فَائِدَةَ فِي الطَّلَبِ
مِنْهُمْ». الغائبون من الملائكة والأموات من الرسل والأولياء لا يُطلب منهم
هذا الشيء، إنما يُطلب هذا من الأحياء الحاضرين، هذه هي القاعدة.
قوله: «يُفْضِي إلَى الشِّرْكِ بِهِمْ
فَفِيهِ هَذِهِ الْمَفْسَدَةُ». إذا جاء إلى القبر، وطلب من الميت أن يشفع له
ويدعو له، فهذا طلب يفضي إلى الشرك، هو ليس شركًا بنفسه؛ لأنه يطلب منه الدعاء
والشفاعة عند الله، لكنه طلب باطل؛ لأن الميت لا يسمعه ولا يقدر أن يجيبه، فهذا
يفضي في النهاية إلى أنه يدعو الميت نفسه، ويطلب منه الحاجة، فهو وسيلة إلى الشرك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد