الدعاء، ولكن أحسن من هذا
أن تدعو الله عز وجل، ولا تحتاج إلى المخلوق.
قوله: «بَلْ الْمَأْمُورُ بِهِ سُؤَالُ
اللَّهِ تَعَالَى وَالرَّغْبَةُ إلَيْهِ وَالتَّوَكُّلُ عَلَيْهِ». المطلوب
أنك تستغني عن الناس.
قوله: «وَسُؤَالُ الْخَلْقِ فِي
الأَْصْلِ مُحَرَّمٌ». لأن فيه حاجة إلى المخلوق، ولكنه يُبح عند الحاجة، ولكن
مع الكراهة، فمهما استغنيت عنهم فهو أحسن.
قوله: «قَالَ تَعَالَى: ﴿فَإِذَا فَرَغۡتَ﴾ [الشرح: 7] قال الله جل وعلا
لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿فَإِذَا فَرَغۡتَ﴾ أي: من أعمالك ﴿فَٱنصَبۡ﴾ أي: اتعب في العبادة، والصيام، والقيام؛ لأن المسلم ليس عنده فراغ في
حياته، ليس عنده زيادة وقت كما يقول بعض الناس: نقتل الوقت، نقضي الوقت، فإذا فرغت
من أعمالك، فاعمل لطاعة الله سبحانه وتعالى، واستغل فراغك في العبادة، كما أمر
الله نبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ﴾ ثم قال: ﴿وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب﴾ [الشرح: 8] وهذا حصر، ارغب إليه ولا ترغب إلى
غيره، فهذا فيه أن ترغب إلى الله أحسن من أن ترغب إلى المخلوق.
قوله: «ارْغَبْ إلَى اللَّهِ
تَعَالَى» في طلب حوائجك «لاَ إلَى غَيْرِهِ».
قوله: «وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَوۡ
أَنَّهُمۡ رَضُواْ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ﴾ لو أن المنافقين قالوا ﴿حَسۡبُنَا ٱللَّهُ﴾ أي: كفانا الله، ولم يقل: حسبنا الله ورسوله، بل
قال ﴿حَسۡبُنَا ٱللَّهُ﴾ وحده، فالحسب، والكفاية من الله جل وعلا، ﴿سَيُؤۡتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَرَسُولُهُۥٓ﴾، أما الإيتاء، فهو من
الله ورسوله، فالله معط، والرسول صلى الله عليه وسلم يعطي مما أعطاه الله، ﴿إِنَّآ
إِلَى ٱللَّهِ رَٰغِبُونَ﴾ [التوبة: 59]، أفرد الله بالرغبة، ولم يقل: إنا إلى الله ورسوله
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد