×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 راغبون، فناك شيء مشترك بين الله ورسوله، وهو الإعطاء من المال، وهناك شيء خاص بالله، وهو الحسب والرغبة، فهذه لا تكون إلا لله عز وجل.

قوله: «فَجَعَلَ الإِْيتَاءَ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ». الرسول صلى الله عليه وسلم يؤتي ويعطي من المال، فهو يقدر على هذا، بخلاف الرغبة والحسب لا يكونان إلا لله عز وجل.

قوله: «لاَ أَنْ يَقُولُوا: حَسْبُنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ». ولهذا قال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ حَسۡبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ [الأنفال: 64]، أي: حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين الله، فهو حسب الجميع سبحانه وتعالى، أي: كافيهم.

قوله: «لَمْ يَأْمُرْهُمْ أَنْ يَقُولُوا: إنَّا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ رَاغِبُونَ». لأن الرغبة لا تكون إلا لله جل وعلا.

وقوله تعالى ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَخۡشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقۡهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ [النور: 52]، الطاعة مشتركة، كما في قوله تعالى ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ [النساء: 59]، وأما الخشية، فلا تكون إلا لله عز وجل، فقال: ﴿وَيَخۡشَ ٱللَّهَ [النور: 52]، ولم يقل: ويخش الرسول؛ لأن الخشية نوع من أنواع العبادة، والعبادة لا تكون إلا لله سبحانه وتعالى، ثم قال: ﴿وَيَتَّقۡهِ ولم يقل: ويتقه ويتقي الرسول، فالتقوى إنما تكون لله؛ لأنها عبادة، والعبادة ليس للرسول فيها حق، إنما هي حق لله سبحانه وتعالى.


الشرح