راغبون، فناك شيء مشترك
بين الله ورسوله، وهو الإعطاء من المال، وهناك شيء خاص بالله، وهو الحسب والرغبة،
فهذه لا تكون إلا لله عز وجل.
قوله: «فَجَعَلَ الإِْيتَاءَ
لِلَّهِ وَالرَّسُولِ». الرسول صلى الله عليه وسلم يؤتي ويعطي من المال، فهو
يقدر على هذا، بخلاف الرغبة والحسب لا يكونان إلا لله عز وجل.
قوله: «لاَ أَنْ يَقُولُوا: حَسْبُنَا
اللَّهُ وَرَسُولُهُ». ولهذا قال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلنَّبِيُّ حَسۡبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الأنفال: 64]، أي:
حسبك وحسب من اتبعك من المؤمنين الله، فهو حسب الجميع سبحانه وتعالى، أي: كافيهم.
قوله: «لَمْ يَأْمُرْهُمْ أَنْ
يَقُولُوا: إنَّا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ رَاغِبُونَ». لأن الرغبة لا تكون إلا
لله جل وعلا.
وقوله تعالى ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥ وَيَخۡشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقۡهِ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ﴾ [النور: 52]،
الطاعة مشتركة، كما في قوله تعالى ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ﴾ [النساء: 59]، وأما
الخشية، فلا تكون إلا لله عز وجل، فقال: ﴿وَيَخۡشَ ٱللَّهَ﴾ [النور: 52]، ولم
يقل: ويخش الرسول؛ لأن الخشية نوع من أنواع العبادة، والعبادة لا تكون إلا لله
سبحانه وتعالى، ثم قال: ﴿وَيَتَّقۡهِ﴾ ولم يقل: ويتقه
ويتقي الرسول، فالتقوى إنما تكون لله؛ لأنها عبادة، والعبادة ليس للرسول فيها حق،
إنما هي حق لله سبحانه وتعالى.
الصفحة 3 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد