وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم لاِبْنِ عَبَّاسٍ: «يَا غُلاَمُ إنِّي مُعَلِّمُك كَلِمَاتٍ:
احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْك احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَك تَعَرَّفْ إلَى
اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْك فِي الشِّدَّةِ إذَا سَأَلْت فَاسْأَلْ اللَّهَ
وَإِذَا اسْتَعَنْت فَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا أَنْتَ لاَقٍ
فَلَوْ جَهِدَتْ الْخَلِيقَةُ عَلَى أَنْ يَضُرُّوك لَمْ يَضُرُّوك إلاَّ بِشَيْءِ
كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْك فَإِنْ اسْتَطَعْت أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ بِالرِّضَا
مَعَ الْيَقِينِ فَافْعَلْ فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَإِنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى
مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا» ([1]).
وَهَذَا
الْحَدِيثُ مَعْرُوفٌ مَشْهُورٌ؛ وَلَكِنْ قَدْ يُرْوَى مُخْتَصَرًا. وَقَوْلُهُ:
«إذَا سَأَلْت فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْت فَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ» هُوَ
مِنْ أَصَحِّ مَا رُوِيَ عَنْهُ.
**********
الشرح
الرسول صلى الله عليه وسلم قال لابن عمه عبد الله بن عباس - وكان صغيرًا -:
«يَا غُلاَمُ». والغلام هو: الصغير،
فهذا فيه تعليم الأطفال ما ينفعهم وتربيتهم، ولا يُقال: هذا طفل لا يدري.
قوله صلى الله عليه وسلم: «إنِّي
مُعَلِّمُك كَلِمَاتٍ». أي: يعلمه كلمات مختصرة حتى يحفظها، والتعليم إنما
يكون بالتدريج شيئًا فشيئًا، كلمات وليس أن تأتي له بكتاب ضخم كـ «صحيح البخاري»، وتقول له: تعال أعلمك.
وإنما تأتي إليه أولاً بكلمات قليلاً قليلاً حتى يسهل عليه العلم، وليس أن تعطيه
العلم جميعًا.
قوله صلى الله عليه وسلم: «احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْك». الله جل وعلا هو الحافظ لا يُحفظ، ولكن المراد: حفظ دينه، وحفظ أوامره، فمن حفظ أوامر الله ودينه،
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد