فقد حفظ الله عز وجل،
والجزاء من جنس العمل، فإذا حفظت دينك حفظك الله، وإذا ضيعت دينك ضيعك الله.
قوله صلى الله عليه وسلم: «احْفَظْ
اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَك». أي: في الإعانة والتوفيق يكون أمامك دائمًا،
يسددك ويهديك ويرشدك.
قوله صلى الله عليه وسلم: «تَعَرَّفْ
إلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْك فِي الشِّدَّةِ». تعرف إلى الله في
الرخاء وحال السعة بالعبادة والدعاء والصلاة، فإذا وقعت في شدة خلصك الله منها،
أما الذي لا يعرف الله إلا في الشدة، ويكفر به في الرخاء، فهذه طريقة المشركين
الذين لا يعرفون الله إلا في الشدة، قال تعالى: ﴿فَإِذَا
رَكِبُواْ فِي ٱلۡفُلۡكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا
نَجَّىٰهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ إِذَا هُمۡ يُشۡرِكُونَ﴾ [العنكبوت: 65].
قوله صلى الله عليه وسلم: «إذَا
سَأَلْت فَاسْأَلْ اللَّهَ». هذا محل الشاهد، إن كنت لا تسأل الناس فحسن،
واقصر سؤالك على الله.
قوله صلى الله عليه وسلم: «وَإِذَا
اسْتَعَنْت فَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ». والاستعانة عبادة ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ
وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5]، فلا تستعن في الأمور التي لا يقدر عليها
إلا الله إلا بالله؛ مِن كشف ضر، أو شفاء مرض، أو غير ذلك، أما الاستعانة بالمخلوق
فيما يقدر عليه، فهذا جائز، قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ
عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ﴾ [المائدة: 2]، وقال صلى الله عليه وسلم: «وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ
الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» ([1]). هذا في الأمور
العادية التي يقدر عليها المخلوق.
قوله صلى الله عليه وسلم: «جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا أَنْتَ لاَقٍ». القلم الذي كتب الله به المقادير، وهذا فيه الإيمان بالقضاء والقدر.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (225).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد